تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الخامس والثلاثون في الترغيب في الحب في الله وذكر ما يحبه وما يتصل بذلك

صفحة 513 - الجزء 1

  ٧١٨ - وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني | إملاء، قال: أخبرنا أحمد بن العباس بن يزيد الأصبهاني، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار، قال: حدثنا يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف، عن عبدالله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ⁣(⁣١) بَيْتِي لِحُبِّي»⁣(⁣٢).


(١) قال الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي الحسيني في مجموع رسائله ص ٤٤٧: فالمحبة هي واجبة بالقلب واللسان والجوارح، فلا يسقط القلب إلا محبة القلب، وأما اللسان والجوارح فتكليفها باق لا يسقطها إلا أفعالها. وأيضًا: فإن الحق في محبتهم حقان: حق لله ولرسوله، وحق لهم. فأما حق الله ورسوله: فهو يكفي فيه، إلا ما ورد التعبير فيه بقول أو فعل وجب ذلك القول أو الفعل كما ذكرنا سابقًا. وأما حَقُّهم: فهو حق آدمي لا يكفي مجرد القلب، لأنه لم يطلع على ما فيه إذا لم يظهره اللسان والجوارح والأركان كما قالوا في الشهادتين، وإن كان الإيمان في القلب فلا بد من النطق باللسان ويعبر عما في الجنان، ومثل ما قالوا في البيع أن المعتبر الرضا القلبي لكن لا يعرف إلا باللفظ، وهو قولهم: بعتُ شريتُ، وقد عُلم أن حقهم من حق رسول الله ÷، وحقه من حق الله تعالى، فلهذا قال ÷: «أحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي». وقال قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد في أماليه ص ٤١٤: في شرح قوله ÷: «وأحبوا أهل بيتي لحبي»: محبة إعظامهم وإكبار قدرهم، وذلك إنما يجب على وجه التبع لمحبته صلى الله عليه، وهذه المحبة عامة لكل أهل بيته، فأما من فُضِّل منهم بالعلم والدين وجبت محبته لهذا الوجه الزائد.

(٢) رواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٢/ ١٥٣ - ١٧٩، والقاضي عبد الجبار في أماليه ص ٤١٤، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الإثنينية ص ٥٢٣، ورواه عبدالله بن أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢/ ٩٨٦، والختلي في المحبة ص ١٧، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة ص ٢١٥، والبخاري في التاريخ مع حواشي محمود خليل ١/ ١٨٣ لكنه تصرف بحذف آخر الخبر واقتصر على صدره «أَحِبُّوا اللهَ لِما يَغذُوكُم مِن نِعَمِهِ». ولم يتصرف أحد من رواة الخبر كما فعل هو وهذا يعد خيانة فيما يرويه لأنه لم ينبه على ذلك أو يشير إليه نعوذ بالله من داء النصب، والترمذي في السنن ت شاكر ٥/ ٦٦٤ وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١/ ٤٩٧، والآجري في الشريعة ٥/ ٢٢٧٨، وأبو الحسن الحربي في الثالث من الفوائد المنتقاة ص ٦، والحاكم في المستدرك ٣/ ١٦٢ وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي في التلخيص. والطبراني في المعجم الكبير ٣/ ٤٦ وفي ١٠/ ٢٨١، وأحمد بن الحسن بن شاذان في جزئه الحديثي ص ٢٦، وفي مناقب الشافعي ١/ ٤٥، والصدوق في أماليه ص ٤٤٦، والطوسي في أماليه ص ٢٧٨، و محمد بن أبي القاسم الطبري في =