تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب السابع والثلاثون في الأدب والإرشاد إلى مكارم الأخلاق وما يتصل بذلك

صفحة 524 - الجزء 1

  إِنَّ الصَّنِيعَةَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً ... حَتَّى يُصَابَ بِهَا طَرِيقُ الْمَصْنَعِ

  فقال عبدالله بن جعفر: أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: [الوافر]

  يَدُ الْمَعْرُوفِ غُنْمٌ حَيْثُ كَانَتْ ... تَلَقَّاهَا كَفُورٌ أَوْ شَكُورُ

  فَعِنْدَ الصَّالِحِينَ لَهَا جَزَاءٌ ... وَعِنْدَ اللهِ مَا جَحَدَ الْكَفُورُ⁣(⁣١)

  ٧٣٦ - وبه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي المعروف بابن الأستاذ بقزوين، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جمعة، قال: حدثنا عيسى بن حميد الرازي، قال: حدثنا الحارث بن مسلم الروذي، قال: حدثنا بحر بن كُنَيْز، عن أبي عميس⁣(⁣٢)، قال: حدثنا شرحبيل، عن أبي أيوب الأنصاري قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ أُبْلِيَ بَلَاءً - يَعْنِي مَعْرُوفًا - اتُّخِذَ عِنْدَهُ فَلَمْ يَجِدْ لَهُ جَزَاءً إِلَّا الثَّنَاءَ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ، وَمَنْ تَحَلَّى بِبَاطِلٍ فَهُوَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»⁣(⁣٣).


=

يد المعروف غنم حيث كانت ... تحملها كفور أو شكور

فعند الشاكرين لها جزاء ... وعند الله ما كفر الكفور

وقيل: إن قائلهما عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وهو الملقب بقطب السخاء. ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار.

(١) رواه المبرد في الكامل ١/ ١١٥، وأيضا في الفاضل ص ٣٦، قال: وأنشد منشد عبدالله بن جعفر:

إن الصنيعة لا تكون صنيعة ... حتى يصاب بها طريق المصنع

فإذا صنعت صنيعة فاعمل بها ... لله أو لذوي القرابة أو دع

فقال: هذان البيتان يبخّلان الناس، أمطر المعروف مطرا فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا، وإن أصاب اللئام كنت أهلا لما صنعت. وعلي بن مهدي الطبري في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ١٦٣، والآبي في نثر الدر ١/ ٢٩٤، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٦٠٢، وابن الدجاجي في سفط الملح وزوح الترح ص ٩، والزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار ٥/ ٢٨٠، وابن حمدون في التذكرة الحمدونية ٢/ ٢٦٣.

(٢) أبو عميس عتبة بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذلي المسعودي. (هامش هـ).

(٣) قال أبو موسى المديني في المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث ١/ ٢٨١: الذي يُشكِل من هذا الْحَدِيث على أَكثَرِ النَّاس تَثْنِيَة الثَّوْبِ، وإنَّما ثَنَّى الثَّوبَ فيما نُرَى لأنَّ الْعَربَ أَكثرُ ما كانت تَلْبَس عند الْجِدَةِ إزارًا ورِداءً، ولهذَا حِينَ سُئِل رَسولُ الله ÷ عن الصَّلاةِ في الثَّوب الْوَاحِد. قال: «أوَ كُلُّكم يَجِد ثَوبَيْن». وقال أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال ١/ ٢٦٩: (ثوبا زور) =