الباب السابع والثلاثون في الأدب والإرشاد إلى مكارم الأخلاق وما يتصل بذلك
  ٧٣٧ - وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الجديدي(١)، قال: حدثنا عبدالله بن يونس الرازي، قال: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر في حديث فيه تواريخ الأنبياء $ وذكر كتبهم(٢)، قال:
= يَعْنِي ثِيَاب أهل الزهادة يلبسهَا من لَيْسَ من أهلها. وقال أبو محمد البغوي في شرح السنة ٩/ ١٦١: قَالَ أَبُو عُبَيْد: هُوَ الْمرَائِي يلبس ثِيَاب الزُّهاد يُري أَنَّهُ زاهد، قَالَ غَيره: هُوَ أَن يلبس قَمِيصًا يصل بكُمَّيه كُمَّين آخَرين، يُري أَنَّهُ لابس قميصين فَكَأَنَّهُ يسخر من نَفسه، ويُروى عَنْ بَعضهم أَنَّهُ كَانَ يكونُ فِي الْحَيّ الرجلُ لَهُ هَيْئَة ونُبل، فَإِذا احْتِيجَ إِلَى شَهَادَة زور، شهد بهَا، فَلَا تُرد من أجل نبله وَحسن ثوبيه، وَقيل: أَرَادَ بِالثَّوْبِ نَفسه، فَهُوَ كِنَايَة عَنْ حَاله ومذهبه، وَالْعرب تُكني بِالثَّوْبِ عَنْ حَال لابسه، تَقول: فلَان نقيُّ الثِّيَاب، إِذا كَانَ بَرِيئًا من الدنس، وَفُلَان دَنِسُ الثِّيَاب، إِذا كَانَ بِخِلَافِهِ، وَمَعْنَاهُ: المتشبِّع بِمَا لم يُعط بِمَنْزِلَة الْكَاذِب الْقَائِل مَا لم يكن.
(*) روى قريبًا منه: عبد بن حميد في المنتخب من مسنده ت مصطفى العدوي ٢/ ٤٠٢، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٤/ ١٠٤، وأبو داود في السنن ٤/ ٢٥٥ والحسن بن خلف بن شاذان في الثامن من أجزائه ص ٥٨، والبيهقي في الآداب ص ٧٨، وفي السنن الكبرى ت التركي ١٢/ ٣٤٠، ورواه أبو داود من طريق أخرى، وأبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (أخبار أصبهان) ١/ ٣١٠، والترمذي في السنن ت شاكر ٤/ ٣٧٩.
(١) في نخ (مجد) بالجيم وعليه حاشية: بجيم مفتوحة ذكره ابن حجر. اهـ وهو في عدة مواضع من هذا الكتاب بعضها بالحاء «الحديدي» وبعضها بالجيم، وفي تبصير المنتبه لابن حجر وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين جعلاه بالحاء، ولكنهما أوردا معه عبدالملك بن شداد، وهو مشهور أنه بالجيم (الجديدي) كما في الأنساب للسمعاني وغيره.
(٢) هذا الخبر نقلناه هنا كاملًا للفائدة: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ ÷ جَالِسٌ وَحْدَهُ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً، وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا» قَالَ: فَقُمْتُ فَرَكَعْتُهُمَا، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ: «خَيْرُ مَوْضُوعٍ اسْتَكْثِرْ أَوِ اسْتَقِلَّ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَسْلَمُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ ويده»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «طُولُ الْقُنُوتِ»، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ»، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «فَرْضٌ مُجْزِئٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ اللهِ أَضْعَافٌ كَثِيرَةٌ»، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جَهْدُ الْمُقِلِّ يُسَرُّ إِلَى فَقِيرٍ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَأَيُّ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ =