تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب السابع والثلاثون في الأدب والإرشاد إلى مكارم الأخلاق وما يتصل بذلك

صفحة 528 - الجزء 1

  حدثنا أبو الحسين محمد بن جمعة بن زهير، قال: حدثنا عيسى بن حميد الرازي، قال: حدثنا الحارث بن مسلم الروذي، قال: حدثنا بحر بن كُنَيْز، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبدالرحمن السلمي، عن عبدالله بن مسعود قال:

  كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ بِخَيْبَرَ يُجَالِسُونَنَا، وَكُنَّا نَسْتَحْيِي مِنْهُمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ نَقُولُ إِذَا عَطَسَ أَحَدُهُمْ؟ قَالَ: «قُولُوا: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ نَقُولُ لِلْمُسْلِمِ إِذَا عَطَسَ؟ قَالَ: «قُولُوا: يَغْفِرُ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ»⁣(⁣١).

  ٧٤٠ - وبه قال: حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس:

  أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «لَا عَدْوَى⁣(⁣٢) وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ، وَالْفَأْلُ الصَّالِحُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ»⁣(⁣٣).

  ٧٤١ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي،


(١) روى النسائي في السنن الكبرى ٩/ ٩٤، وفي عمل اليوم والليلة ص ٢٤٠، والحاكم في المستدرك ٤/ ٢٩٦، وابن السني في عمل اليوم والليلة ص ٢٢٩، والبيهقي ف شعب الإيمان ١١/ ٥٠٠.

(٢) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد ص ٧٤٦ جوابًا على سؤال ورد عليه وفيه: وَمَا وَرَدَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ الْغَرَّاءُ - صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَى صَاحِبِهَا وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَطْهَارِ، أَعْلَى اللهُ شَأْنَهَا، وَأَقَامَ بُرْهَانَهَا - مِنْ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالطِّيَرَةِ هُوَ مُقْتَضَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ ذَلِكُم الدَّلِيل، وَانْهَجَتْ إِلَيْهِ تِلْكُم السَّبِيل، فَلَا مُخَصِّصَ لَهُ وَلَا رَادَّ. وَكَيْفَ وَفِي اعْتِقَادِ انْتِقَالِ الْأَمْرَاضِ وَتَأْثِيرِ الْأَعْرَاضِ - الَّتِي لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَا تُبْصِرُ وَلَا تَسْمَعُ - الْخُرُوجُ - نَعُوذُ باللهِ تَعَالَى - عَنْ دَائِرَةِ التَّوْحِيدِ، وَالرَّدُّ لِمَا عُلِمَ بِضَرُورَةِ الْعَقْلِ، وَلِمُحْكَمِ الْكِتَابِ الْمَجِيدِ. وَلَا حَاجَةَ إِلَى الْإِطْنَابِ بِبَسْطِ الْأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ، فَهْيَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ. انتهى والجواب فيه بحث نافع فليطالع.

(٣) رواه أبو داود في السنن ٤/ ١٨، والبخاري في صحيحه ٧/ ١٣٥ وفي الأدب المفرد ص ٣١٥، وأبو بكر البيهقي في السنن الكبرى ت التركي ١٦/ ٤٩٩، وأبو طاهر السِّلَفي في جزء حديثه عن حاكم الكوفة، صف ٢٧٧، وهو في جمهرة الأجزاء الحديثية ص ٢٧٧، وبدر الدين ابن جماعة في مشيخته ص ٢٩٧، وروي عن قتادة من طرق أخرى رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٥/ ٣١٠ وفي الأدب ص ٢١٢، ومسلم في صحيحه ٤/ ١٧٤٦، وأبو عوانة في مستخرجه ط الجامعة الإسلامية ١٧/ ٥١٤، وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٤/ ٥٦٠، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٥/ ٣٧٣.