الباب التاسع والثلاثون في الترغيب في ذكر الله سبحانه وتعالى وما يتصل بذلك
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «يَا عَلِيُّ؛ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً إِذَا وَقَعْتَ فِي وَرْطَةٍ قُلْتَهَا» قُلْتُ: بَلَى؛ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، فَرُبَّ خَيْرٍ عَلَّمْتَنِيهِ، قَالَ: «إِذَا وَقَعْتَ فِي وَرْطَةٍ فَقُلْ: ﷽، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، فَإِنَّ اللهَ يَصْرِفُ بِهَا مَا شَاءَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا»(١).
  ٧٧٠ - وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد البحري سنة خمسين وثلاثمائة، قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي $ بمصر سنة اثنتين وثلاثمائة، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الأَوْدِي، قال: حدثنا محمد بن الحارث قال(٢): حدثنا غياث بن بشير، عن خصيف(٣)، عن عكرمة، عن ابن عباس:
  أَنَّ الْفُقَرَاءَ أَتَوُا النَّبِيَّ ÷ فَقَالُوا: إِنَّ الْأَغْنِيَاءَ يَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَلَهُمْ أَمْوَالٌ يَتَصَدَّقُونَ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ÷: «إِذَا صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: سُبْحَانَ
(١) رواه الطبراني في الدعاء ص ٥٤٦، وابن السني، في عمل اليوم والليلة ص ٢٩٨، والدَّيْلَمي في الفردوس ٥/ ٣٢٤، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين ١/ ٢٣٧ - ٣٢٠، والسيوطي في الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير ١/ ١٥١، والعجلوني في كشف الخفاء ت هنداوي ٢/ ٤٧٣، وابن علان في الفتوحات الربانية ٤/ ١٥. ومن حكم بأنه موضوع ا فقد صرح بأنه لأجل عمرو بن شِمْر لأنه شيعي من أتباع أهل البيت ومحبيهم وهذا هو عين العدالة التي جعلوها قدحا وردا لخبره ومن كان أقل حدة على أتباع أهل البيت من هذه النابتة الحشوية جعل الخبر ضعيفا لأنهم قد تكلموا في عمرو بن شِمْر وأما الحافظ ابن حجر فقال: الحديث غريب وردوا كلامه بأن فيه عمرو بن شِمْر فكيف يكون غريبا فأقل أحواله أنه موضوع، هذا مقالهم سبحانك اللهم عما يقولون.
(٢) الصواب في السند كما قد روي في جميع المصادر: قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ® أَنَّ الْفُقَرَاءَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ ÷ فَقَالُوا: ..... الخ. عتاب بن بشير الأموي مولاهم أبو سهل، عن إسحاق بن راشد وخصيف وعلي بن بذيمة، وعنه روح بن عبادة ومحمد بن عيسى الطباع والنفيلي، قال ابن سعد: ليس بكذاب. وقال أبو حاتم: لا بأس به. ووثقه ابن معين، توفي سنة سبعين ومائة، احتج به البخاري والأربعة إلَّا ابن ماجه. قلت: أخرج له السيد الإمام أبو العباس الحسني، والإمام المؤيد بالله في شرح التجريد، والإمام أبي طالب $.
(٣) خصيف - بالخاء المعجمة والصاد المهملة - ابن عبدالرحمن الحضرمي يروي عن عكرمة وغيره، توفي سنة ست وقيل: سبع وثلاثين ومائة. (هامش هـ).