تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب التاسع والثلاثون في الترغيب في ذكر الله سبحانه وتعالى وما يتصل بذلك

صفحة 546 - الجزء 1

  اللهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ»⁣(⁣١).

  ٧٧١ - وبه قال: أخبرنا حَمْدُ بن عبدالله بن محمد الأصبهاني، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الحسن بن الفضل بن العباس مولى الهاشميين بالمدينة سنة خمس عشرة ومائتين، قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه $، قال:

  أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ @ لِيَقْتُلَهُ، وَطُرِحَ سَيْفٌ وَنِطْعٌ، وَقَالَ: يَا رَبِيعُ؛ إِذَا أَنَا كَلَّمْتُهُ ثُمَّ ضَرَبْتُ بِإِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الْأُخْرَى فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ @ وَنَظَرَ إِلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ نَزَقَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى فِرَاشِهِ - قَالَ: يَعْنِي تَحَرَّكَ - وَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ وَأَهْلًا يَا أَبَا عبدالله، مَا أَرْسَلْنَا إِلَيْكَ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ نَقْضِيَ ذِمَامَكَ، وَنَقْضِيَ دَيْنَكَ، ثُمَّ سَائَلَهُ مُسَائَلَةً لَطِيفَةً عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَالَ: قَدْ قَضَى اللهُ دَيْنَكَ وَأَخْرَجَ جَائِزَتَكَ، يَا رَبِيعُ؛ لَا تُمْضِ ثَالِثَةَ مَا قُلْتُهُ حَتَّى يَرْجِعَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ هُوَ وَالرَّبِيعُ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عبدالله؛ أَرَأَيْتَ السَّيْفَ وَالنِّطْعَ! إِنَّمَا كَانَ وُضِعَ لَكَ، فَأَيُّ شَيْءٍ رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِيعُ؛ لَمَّا رَأَيْتُ الشَّرَّ فِي وَجْهِهِ، قُلْتُ: حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِينَ، وَحَسْبِيَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ، وَحَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقِينَ، وَحَسْبِيَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، حَسْبِي مَنْ هُوَ حَسْبِي، حَسْبِي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ⁣(⁣٢).


(١) رواه الترمذي في السنن ت شاكر ٢/ ٢٦٤ وقال: وَفِي الْبَابِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَعبدالله بْنِ عَمْرٍو، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. والنسائي في السنن ٣/ ٧٨، وفي السنن الكبرى ٢/ ١٠٣.

(٢) رواه الموفق الخوارزمي في مقتل الحسين ٢/ ١٢٨ في قسم ما قد لقي بنو الحسن والحسين من عتاة بني العبّاس ما لقي آباؤهم من طغاة بني أميّة، والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٦/ ٤٦٠.