الْبَابُ الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ

  ٨١٧ - أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنِّي - أسعده الله - قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي عليه، والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبدالمجيد بن عبدالغفار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي |، قالا: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ في شهر الله الأصم رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا والدي السيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي الحسني، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني |، قالا: حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني ¥ قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن بن هيثم⁣^(⁣١)، قال: حدثنا عَبَّاد بن يعقوب، عن عتبة العابد، عن الحسين بن عُلْوان، عن سعد بن طَرِيف، عن الأَصْبَغ بن نُباتَةَ قال:

  جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ #، فَقَالَ: صِفْ لِيَ الدُّنْيَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ #: (مَا أَصِفُ دَارًا أَوَّلُهَا عَنَاءٌ، وَآخِرُهَا فَنَاءٌ، وَحَلَالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عِقَابٌ، مَنْ صَحَّ فِيهَا مَرِضَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ)⁣^(⁣٢).

  قَالَ: وَكَانَ #، يَقُولُ: (ثَلَاثَةٌ لَا يُعْرَفُونَ إِلَّا فِي ثَلَاثَةٍ: لَا يُعْرَفُ الشُّجَاعُ إِلَّا عِنْدَ الْحَرْبِ، وَلَا الْحَلِيمُ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ، وَلَا الصَّدِيقُ إِلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ)⁣^(⁣٣).

(١) في نسخة: هشيم.

(٢) رواه المبرّد في الكامل ١/ ١٩٩، وأبو الحسن الطبري في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ٢٠٧، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار ص ٦٤، والشريف الرضي في نهج البلاغة ص ١٠٦، وخصائص الأئمّة ص ١١٨، وابن حمدون في التّذكرة الحمدونيّة ١/ ٣٩، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة ١/ ٧٥٢، والآمدي في غرر الحكم ١/ ١٤٢.

(*) وفي نسخة: مَا أَصِفُ مِنْ دَارٍ. وفي نسخة: وَحَرَامُهَا عَذَابٌ.

(٣) رواه الإمام الموفق بالله # في الاعتبار ص ٥٨٥، وأبو الحسن الطبري في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ٢٥٤، ومحمد بن يزيد المبرد في الكامل ١/ ١٧٣، وأحمد بن محمد بن علي العاصمي في العسل =