تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثامن والخمسون في الأمراض والأعواض

صفحة 664 - الجزء 1

  أَدْفَعَ عَنْكَ مِنَ الْبَلَاءِ مِثْلَ ذَلِكَ».

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «يُؤْتَى بِالْمُجَاهِدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَجْلِسُ لِلْحِسَابِ، وَيُؤْتَى بِالْمُصَلِّي فَيَجْلِسُ لِلْحِسَابِ، وَيُؤْتَى بِالْمُتَصَدِّقِ فَيَجْلِسُ لِلْحِسَابِ، وَيُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلَاءِ فَلَا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ، وَلَا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ، ثُمَّ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ، حَتَّى يَتَمَنَّى أَهْلُ الْعَافِيَةِ أَنَّ أَجْسَادَهُمْ قَدْ قُرِّضَتْ بِالْمَقَارِيضِ»⁣(⁣١).

  ٩٥١ - وبه قال: حدثنا أبو علي حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَةَ الأحْمَسِي، قال: حدثنا الحسن بن علي الوَزَّان، قال: حدثنا هشام بن سعيد⁣(⁣٢)، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:

  وَضَعْتُ يَدِي عَلَى النَّبِيِّ ÷، فَوَجَدْتُ الْحُمَّى عَلَيْهِ شَدِيدَةً مِنْ فَوْقِ الثَّوْبِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّهَا عَلَيْكَ لَشَدِيدَةٌ، قَالَ: «إِنَّا كَذَلِكَ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ؛ يُضَاعَفُ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ» قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ الصَّالِحُونَ، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى حَتَّى مَا يَجِدُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَحْتَرِمُ بِهَا، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالْعَافِيَةِ»⁣(⁣٣).


(١) رواه الإمام الأعظم زيد بن علي @ في المجموع الشريف ص ٢٧٦، وفي مجموع زيد # [ص ٤٢٠] نحوُه باختلاف يسير في بعض العبارات لا يضر، وإسماعيل حقي في تفسيره روح البيان ٨/ ٣١٦، وروي عن أنس رواه إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب لقوام السنة ١/ ٣٣٣ والسيوطي في الدر المنثور ٧/ ٢١٥، والسري بن سهل في نسخة السري بن سهل صفحة ١٢ والطبراني في المعجم الكبير ١٢/ ١٨٢ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٣/ ٩١.

(٢) وقع في جميع المصادر التي أخرجت الخبر: هشام بن سعد. قال ابن سعد: كان متشيعًا لآل أبي طالب وكثير الحديث.

(٣) رواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ في المصنف ١١/ ٣١٠ وأحمد في المسند ط الرسالة ١٨/ ٣٩١ وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات صفحة ١٤ وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده ت مصطفى العدوي ٢/ ١٠٩ والبخاري في الأدب المفرد صفحة ١٧٩ وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٥/ ١٥٣ وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٢/ ٣١٢ وأبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس ١/ ٢٥٣ والطبراني في المعجم الأوسط ٩/ ٣١ وأبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء ١/ ٣٧٠ وفي الطب النبوي ٢/ ٥٢٣ وابن بشران في أماليه الجزء الأول صفحة ٣٢٣، والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٤٢.