الباب الأول في ذكر معجزات النبي ÷ ودلائله
  عن الحسين بن سعد، عن النضر بن سويد، عن موسى بن بكر، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:
  لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ ÷ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ضَلَّتْ نَاقَتُهُ الْقَصْوَاءُ، فَنَادَى النَّاسَ: أَقِيمُوا؛ فَإِنَّ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ ÷ قَدْ ضَلَّتْ، فَاجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَقَالُوا: يُحَدِّثُنَا عَنِ الْقِيَامَةِ وَمَا يَكُونُ فِي غَدٍ وَلَا يَعْلَمُ مَكَانَ نَاقَتِهِ! فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: تَرَى أُولَئِكَ الْجُلُوسَ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: يُحَدِّثُنَا عَنِ الْقِيَامَةِ وَمَا يَكُونُ فِي غَدٍ وَلَا يَعْلَمُ مَكَانَ نَاقَتِهِ، وَإِنَّ نَاقَتَكَ فِي شِعْبِ كَذَا وَكَذَا، مُتَعَلِّقٌ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ تَجْتَرُّ، فَنَادَى رَسُولُ اللهِ ÷ بِـ «الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ» فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنِّي أُحَدِّثُهُمْ عَنِ الْقِيَامَةِ وَمَا يَكُونُ فِي غَدٍ، وَلَا أَعْلَمُ مَكَانَ نَاقَتِي، وَإِنَّ نَاقَتِي بِشِعْبِ كَذَا، مُتَعَلِّقٌ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ تَجْتَرُّ» فَبَادَرَ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهَا حَتَّى أَتَوْهَا(١).
  ١٨ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: أخبرنا محمد بن الحسن الصَّفَّار، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن عبدالله بن أبي خلف، عن يحيى(٢) بن عبدالحميد، عن أبي أسامة، عن عمرو(٣) بن ميمون، عن البَرَاء(٤) بن عازب قال:
  أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ÷ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، فَعَرَضَتْ لَهُمْ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ فِي عَرْضِ الْخَنْدَقِ لَا تَأْخُذُ مِنْهَا الْمَعَاوِلُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ ÷، فَلَمَّا رَأَىهَا أَخَذَ الْمِعْوَلَ
(١) وروى هذا الخبر الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٤٢٣، ورواه القاضي عياض في الشفاء ١/ ٦٦٩، وأبو نعيم في الدلائل ص ٥١٥، والبيهقي في الدلائل ٤/ ٦٠، والواقدي في المغازي ٢/ ٤٢٣، وغيرهم كثير.
(٢) من ثقات محدثي الشيعة، توفي سنة ٣٣٨ هـ. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٣) الأزدي أبو يحيى، من الثقات. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٤) من الصحابة الأبرار خاصة أمير المؤمنين #. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).