المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 115 - الجزء 1

  وأبو حنيفة ربما يستدل ومن تابعه بقول علي # للمرأة: (شاهداك⁣(⁣١) زَوَّجاكِ). ويمكن أن يكون علي # أراد بما قال الظاهر فلا يدل قوله على الباطن، والله الهادي.

  الثالثة: أن حكم الحاكم يقطع الاجتهاد؛ فلحكم الحاكم تأثير في هذا الباب، والآية تدل على ذلك، فلو لم يكن لحكمه تأثير لَما كان للرفع إلى الحاكم فائدة.

الآية الثامنة عشرة منها: [في الجهاد]

  قوله تعالى: {وَقَٰتِلُواْ فِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ اِ۬لذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُواْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يُحِبُّ اُ۬لْمُعْتَدِينَۖ ١٨٩}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة

  الاعتداء: مجاوزة الحد⁣(⁣٢)، ومنه: عدا طوره، إذا جاوز الحد. والسبيل: الطريق.

الفصل الثاني: النزول

  قيل: هذه [الآية⁣(⁣٣)] أول آية نزلت في الجهاد، ثم نزل بعدها: {وَقَٰتِلُواْ اُ۬لْمُشْرِكِينَ كَآفَّةٗ}⁣[التوبة ٣٦] عن أبي زيد والربيع. وروي عن ابن عباس أنها نزلت في صلح الحديبية، فإن النبي ÷ صالح قريشاً على أن يرجع عامه ذلك ويعود من عام قابل ويخلوا له مكة فيطوف بالبيت ويفعل ما يشاء ويرجع من فوره إلى المدينة، فلما كان العام القابل خرج ÷ هو وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي لهم قريش وأن يقاتلوهم، وكره أصحابه القتال في الحرم وفي الشهر الحرام فنزلت الآية.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {وَقَٰتِلُواْ فِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ اِ۬لذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ} معناه: قاتلوا في دين


(١) قال في هامش الأصل: شاهداه (نخ).

(٢) في (ب): الحق.

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).