الفصل الأول: اللغة
الآية التاسعة عشرة [منها(١)]: [في الجهاد أيضاً وبعض أحكامه]
  قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْۖ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ اَ۬لْقَتْلِۖ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمْ عِندَ اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِ حَتَّيٰ يُقَٰتِلُوكُمْ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْۖ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ اُ۬لْكَٰفِرِينَۖ ١٩٠}[البقرة].
الفصل الأول: اللغة
  ثقفه: إذا ظفر به. وقيل: إذا وجده، ومنه قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِے اِ۬لْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم}[الأنفال ٥٧].
  والفتنة في الأصل: هي الاختبار. ولها معان: منها الصرف عن الدين، يقال: فتنه عن دينه، إذا صرفه عنه. ومنها: العذاب، قال [الله] تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَي اَ۬لنَّارِ يُفْتَنُونَۖ ١٣}[الذاريات]. ومنها: الابتلاء والامتحان، ومنه قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِے كُلِّ عَامٖ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ}[التوبة ١٢٦]، ومنها: الكفر. وقيل: إن الفتنة في هذه الآية هي الكفر. وقيل: العذاب.
الفصل الثاني: النزول
  روي أن بعض الصحابة قتل كافراً في الشهر الحرام فعابوا ذلك على المؤمنين فنزلت الآية، وبين الله [تعالى] فيها أن الفتنة في الدين أعظم من قتل واحد من المشركين في الشهر الحرام وإن كان ذلك محظوراً؛ ذكره أبو علي.
الفصل الثالث: المعنى
  قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} خطاب للمؤمنين، وأمر لهم بقتل الكفار حيث وجدوهم.
  قوله: {وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْۖ} يعني: من مكة.
  [قوله(٢)]: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ اَ۬لْقَتْلِۖ} قيل: كفرهم أشد من القتل، ذكره
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).