المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 118 - الجزء 1

الآية التاسعة عشرة [منها⁣(⁣١)]: [في الجهاد أيضاً وبعض أحكامه]

  قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْۖ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ اَ۬لْقَتْلِۖ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمْ عِندَ اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِ حَتَّيٰ يُقَٰتِلُوكُمْ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْۖ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ اُ۬لْكَٰفِرِينَۖ ١٩٠}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة

  ثقفه: إذا ظفر به. وقيل: إذا وجده، ومنه قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِے اِ۬لْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم}⁣[الأنفال ٥٧].

  والفتنة في الأصل: هي الاختبار. ولها معان: منها الصرف عن الدين، يقال: فتنه عن دينه، إذا صرفه عنه. ومنها: العذاب، قال [الله] تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَي اَ۬لنَّارِ يُفْتَنُونَۖ ١٣}⁣[الذاريات]. ومنها: الابتلاء والامتحان، ومنه قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِے كُلِّ عَامٖ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ}⁣[التوبة ١٢٦]، ومنها: الكفر. وقيل: إن الفتنة في هذه الآية هي الكفر. وقيل: العذاب.

الفصل الثاني: النزول

  روي أن بعض الصحابة قتل كافراً في الشهر الحرام فعابوا ذلك على المؤمنين فنزلت الآية، وبين الله [تعالى] فيها أن الفتنة في الدين أعظم من قتل واحد من المشركين في الشهر الحرام وإن كان ذلك محظوراً؛ ذكره أبو علي.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} خطاب للمؤمنين، وأمر لهم بقتل الكفار حيث وجدوهم.

  قوله: {وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْۖ} يعني: من مكة.

  [قوله⁣(⁣٢)]: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ اَ۬لْقَتْلِۖ} قيل: كفرهم أشد من القتل، ذكره


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).