الفصل الثاني:
  ثم يستعمل في غير ذلك يقال: ألقى عليه المسائل.
  [والتهلكة: أصل الهلاك(١)]: الضياع، وهو أن يصير الشيء بحيث لا يدرى أين هو، فعلى هذا إن التهلكة كل شيء يصير عاقبته إلى الهلاك. وقيل: إن التهلكة مصدر بمعنى الإهلاك. وقيل: ليس في كلام العرب مصدر على وزن «تفعلة» إلا تهلكة. والإحسان: هو النفع الحسن.
الفصل الثاني:
  السبب قيل: نزلت الآية في البخل وترك الإنفاق في سبيل الله [تعالى]، ذكره ابن عباس والحسن وقتادة وعكرمة والأصم. وقيل: لما أمرهم الله بالحج قام ناس من الأعراب وقالوا: كيف نجهِّز وما لنا زاد، فنزلت هذه الآية. وقيل: لما أمروا بالإنفاق قال ناس: أمرنا بالنفقة فإن أنفقنا بقينا فقراء، فنزلت الآية. وقيل: لا تخشوا العيلة بالإنفاق، فإني رازقكم، ذكره سعيد ابن المسيب ومقاتل. وذكر عن أبي أيوب قال: فينا معشر الأنصار نزلت لما أعز الله دينه ونصر رسوله قلنا: لو رجعنا إلى أهلنا، فنزلت الآية.
  فالتهلكة: الإقامة في الأهل والمال.
الفصل الثالث: المعنى: [بحث في الإنفاق]
  قوله تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ} معناه: أنفقوا أموالكم في سبيل الله، قيل: في الجهاد، وقيل: في أنواع البر، وقيل: في الحج، والصحيح هو القول الأول؛ لأنه يقضي به نسق الكلام وسياق الآيات، فإن الآيات التي قبل هذه الآية نازلة في وجوب الجهاد وأتبع بهذه الآية في الإنفاق في سبيل الله.
  قوله: {وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَي اَ۬لتَّهْلُكَةِ} قيل: لا تهلكوا أنفسكم بأيدكم بأن تتركوا الإنفاق في سبيل الله فيغلب عليكم العدو، ذكر ذلك ابن عباس
(١) الذي في (ب): والتهلكة: مأخوذة من الهلاك والهلاك في الأصل الضياع.