المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 128 - الجزء 1

الآية الثانية والعشرون [منها⁣(⁣١)]: [في وجوب الحج والعمرةعند الشروع فيهما]

  قوله تعالى: {وَأَتِمُّواْ اُ۬لْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلهِۖ}⁣[البقرة ١٩٥].

الفصل الأول: اللغة

  الإتمام: أن تأتي بالشيء على الكمال، ومنه: البدر التمام، إذا كمل. وأما الحج والعمرة فقد تقدم ذكرهما في قوله تعالى: {۞إِنَّ اَ۬لصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَٰٓئِرِ اِ۬للَّهِۖ فَمَنْ حَجَّ اَ۬لْبَيْتَ أَوِ اِ۪عْتَمَرَ}⁣[البقرة ١٥٨].

  الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {وَأَتِمُّواْ اُ۬لْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلهِۖ} معناه: أقيموا الحج والعمرة [لله⁣(⁣٢)]؛ لأنهما واجبان، عن سعيد بن جبير وعطاء وطاووس والسدي. وقيل: إتمامهما: أن تحرم لهما من دويرة أهلك، عن علي #. وقيل: إتمامهما: بلوغ آخر أعمالهما بعد الدخول فيهما، عن مجاهد وأبي علي. وقيل: إتمامهما بمناسكهما من فرض فيهما وسنة. وقيل: أن يأتي بكل واحد منهما منفرداً⁣(⁣٣) عن طاووس وسعيد بن جبير. وقيل: أن يأتي بهما ولا يخل بشيء منهما مما يلزمه فيه دم، عن قتادة. وقيل: إتمامهما: أن تكون النفقة حلالاً، عن الضحاك. وقيل: أن يخرج لهما لا يريد غيرهما.

  قوله: {لِلهِ} معناه: اقصدوا التقرب بهما إلى الله تعالى.

الفصل الثالث: الأحكام: [حكم الحج والعمرة وشرائط الحج وفروضه]

  الآية تدل على أنا متعبدون بالحج والعمرة، ولا خلاف أن الحج واجب فيكفر جاحده ويفسق تاركه مع التمكن من أدائه إذا عزم على الترك رأساً، وأما وجوب العمرة [ففيه⁣(⁣٤)] الخلاف بين العلماء.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).

(٣) الذي في الأصل: مفرداً. وما أثبتناه من (ب).

(٤) الذي في الأصل (ففيها)، وما أثبتناه من (ب).