الفصل الثاني: المعنى: [التعريض بالخطبة للمعتدة]
  والخِطبة - بكسر الخاء -: التماس النكاح، والخُطبة - بالضم -: الوعظ المعروف [المتضمن للترغيب والترهيب(١)]. والكن: الستر، ومنه [قوله(٢)]: {مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ}[القصص: ٦٩]، وفيه لغتان: [كنيت وأكنيت(٣)]. والسر: ضد الجهر. وقد قيل: هو الجماع أيضاً. والعقد: للنكاح هاهنا، وأصله من الشد.
الفصل الثاني: المعنى: [التعريض بالخطبة للمعتدة]
  قوله تعالى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِۦ مِنْ خِطْبَةِ اِ۬لنِّسَآءِ} معناه: لا حرج عليكم معشر الرجال في تعريضكم بالخطبة للنساء المعتدات ولا تصرحوا بها، وذلك أن تذكروا ما يدل على رغبتكم فيها.
  وذكروا في التعريض أقوالاً، فقال ابن عباس: يقول: أريد التزويج وأحب امرأة من حالها كذا، وقال القاسم بن محمد والشعبي: يقول: إنك لمعجبة جميلة وإن قضاء الله بيننا كان. وقيل: يقول: لعل الله يسوق إليك خيراً، ونحوه من الكلام، ولا يقول: انكحي. وقيل: كلما كان دون عقدة النكاح فهو تعريض، ذكره ابن زيد.
  قوله: {اَ۬وْ أَكْنَنتُمْ فِے أَنفُسِكُمْۖ} معناه: أسررتم في أنفسكم من نكاحهن بعد مضي العدة. وقيل: هو إسرار العزم دون إظهاره، والتعريض إظهاره، ذكره مجاهد وبن زيد. وقيل: هو معنى التعريض بالخطبة إن شئت أظهرته وإن شئت أضمرته.
  قوله: {عَلِمَ اَ۬للَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ} [معناه(٤)]: بقلوبكم. وقيل: بالخطبة. وقيل: بالنكاح عن الحسن.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).
(٣) كذا في الأصل، ولعل الصواب: كننت وأكننت، والله أعلم. قال في تاج العروس: وقال الفراء: للعرب في أكننت الشيء إذا سترته لغتان: كننته وأكننته.
(٤) ما بين المعقوفين من (ب).