المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الآية الحادية والخمسون: [في تحريم الربا]

صفحة 274 - الجزء 1

  وحرم الثاني وهو الربا، وهو أعلم بمصالح العباد.

  قوله [تعالى⁣(⁣١)]: {فَمَن جَآءَهُۥ مَوْعِظَةٞ} معناه: تذكير وتخويف. وقيل: هو القرآن، ذكره السدي.

  قوله: {فَانتَهَيٰ} معناه: امتنع من المعاملة في الربا والاستحلال له.

  قوله [تعالى⁣(⁣٢)]: {فَلَهُۥ مَا سَلَفَ} معناه: ما أكل من الربا، عن السدي، ومعناه: أنه إذا انتهى [عنه⁣(⁣٣)] في المستقبل فقد عفا الله عنه⁣(⁣٤) ما تقدم قبل ورود النهي فيه.

  قوله [تعالى⁣(⁣٥)]: {وَأَمْرُهُۥ إِلَي اَ۬للَّهِۖ} قيل: فيما يأمره وينهاه ويحل له ويحرم عليه ليس إليه أمره، وقيل: أمره إلى الله في إنعامه وإكرامه. وقيل: أمره إلى الله؛ لأنه عاد إلى أمره وفارق أمر الشيطان، ذكره الأصم. وقيل: أمره بعد النهي إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء لم يغفر له، عن أبي علي. وقيل: أمره إليه؛ لأنه لا يعلم أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، ذكره القاضي. وقيل: ليس لأحد فيما أخذه قبل ذلك شيءٌ وذلك فيما بينه وبين الله، ذكره أبو مسلم.

  قوله: {وَمَنْ عَادَ} قيل: إلى أكل الربا بعد التحريم والمعاملة به، وقيل: عاد إلى الاستحلال، وعاد إلى قوله: {إِنَّمَا اَ۬لْبَيْعُ مِثْلُ اُ۬لرِّبَوٰاْۖ}.

  قوله: {فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ اُ۬لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَۖ ٢٧٤} معناه: من عاد إلى فعل الربا [و⁣(⁣٦)] الاستحلال على ما قيل فهو من أهل⁣(⁣٧) النار، أعاذنا الله منها برحمته.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).

(٣) في (ب): من فعله.

(٤) كذا في الأصل (عنه) ولعل الصواب (عن) والله أعلم.

(٥) ما بين المعقوفين من (ب).

(٦) في (ب): أو.

(٧) في (ب): أصحاب.