الآية الحادية والخمسون: [في تحريم الربا]
  وحرم الثاني وهو الربا، وهو أعلم بمصالح العباد.
  قوله [تعالى(١)]: {فَمَن جَآءَهُۥ مَوْعِظَةٞ} معناه: تذكير وتخويف. وقيل: هو القرآن، ذكره السدي.
  قوله: {فَانتَهَيٰ} معناه: امتنع من المعاملة في الربا والاستحلال له.
  قوله [تعالى(٢)]: {فَلَهُۥ مَا سَلَفَ} معناه: ما أكل من الربا، عن السدي، ومعناه: أنه إذا انتهى [عنه(٣)] في المستقبل فقد عفا الله عنه(٤) ما تقدم قبل ورود النهي فيه.
  قوله [تعالى(٥)]: {وَأَمْرُهُۥ إِلَي اَ۬للَّهِۖ} قيل: فيما يأمره وينهاه ويحل له ويحرم عليه ليس إليه أمره، وقيل: أمره إلى الله في إنعامه وإكرامه. وقيل: أمره إلى الله؛ لأنه عاد إلى أمره وفارق أمر الشيطان، ذكره الأصم. وقيل: أمره بعد النهي إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء لم يغفر له، عن أبي علي. وقيل: أمره إليه؛ لأنه لا يعلم أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، ذكره القاضي. وقيل: ليس لأحد فيما أخذه قبل ذلك شيءٌ وذلك فيما بينه وبين الله، ذكره أبو مسلم.
  قوله: {وَمَنْ عَادَ} قيل: إلى أكل الربا بعد التحريم والمعاملة به، وقيل: عاد إلى الاستحلال، وعاد إلى قوله: {إِنَّمَا اَ۬لْبَيْعُ مِثْلُ اُ۬لرِّبَوٰاْۖ}.
  قوله: {فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ اُ۬لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَۖ ٢٧٤} معناه: من عاد إلى فعل الربا [و(٦)] الاستحلال على ما قيل فهو من أهل(٧) النار، أعاذنا الله منها برحمته.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).
(٣) في (ب): من فعله.
(٤) كذا في الأصل (عنه) ولعل الصواب (عن) والله أعلم.
(٥) ما بين المعقوفين من (ب).
(٦) في (ب): أو.
(٧) في (ب): أصحاب.