المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 281 - الجزء 1

الآية الثانية والخمسون: [في إنظار المعسر]

  قوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَيٰ مَيْسُرَةٖۖ وَأَن تَصَّدَّقُواْ خَيْرٞ لَّكُمْۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَۖ ٢٧٩}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة:

  العسرة والإعسار: هو قلة ذات اليد، يقال: رجل معسر. والنَّظِرَة: هي الإمهال والإنظار. والميسرة واليسار: الغناء مأخوذ من اليسر؛ لأنه يتيسر عليه التصرف في الحوائج.

الفصل الثاني: النزول:

  قيل: لمَّا نزلت الآية التي قبلها في الربا، قالت بنو عمرو: بل نتوب ورضوا برأس المال، فشكا بنو المغيرة العسرة وكان عليهم لبني عمرو دين، فأبوا أن ينظروهم، وقد طلبوا منهم النظرة إلى الغلات فنزلت الآية.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَيٰ مَيْسُرَةٖۖ} معناه: أن من عليه [الحق⁣(⁣١)] إذا كان معسراً فعلى من له الحق إمهاله وإنظاره إلى وقت يساره. وقيل: الإنظار يجب عقيب الربا خاصة، وروي عن شريح وإبراهيم. وقيل: يجب الإنظار بالآية في دين الربا، ويجب الإنظار بسائر الديون قياساً على هذا الإنظار في الآية. وقال ابن عباس والحسن والضحاك: هو [في⁣(⁣٢)] كل دين، وهذا هو الصحيح؛ لأن الآية والخبر لا يقصران على سببهما، وهو قول جمهور العلماء من أهل البيت $ وغيرهم.

  قوله: {وَأَن تَصَّدَّقُواْ خَيْرٞ لَّكُمْۖ} معناه: التصدق على من عليه الحق؛ لأن الصدقة على غيره بالدين الذي عليه لا يصح قبل قبضه.


(١) في (ب): الدين.

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).