الفصل الأول: اللغة:
الآية الثانية والخمسون: [في إنظار المعسر]
  قوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَيٰ مَيْسُرَةٖۖ وَأَن تَصَّدَّقُواْ خَيْرٞ لَّكُمْۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَۖ ٢٧٩}[البقرة].
الفصل الأول: اللغة:
  العسرة والإعسار: هو قلة ذات اليد، يقال: رجل معسر. والنَّظِرَة: هي الإمهال والإنظار. والميسرة واليسار: الغناء مأخوذ من اليسر؛ لأنه يتيسر عليه التصرف في الحوائج.
الفصل الثاني: النزول:
  قيل: لمَّا نزلت الآية التي قبلها في الربا، قالت بنو عمرو: بل نتوب ورضوا برأس المال، فشكا بنو المغيرة العسرة وكان عليهم لبني عمرو دين، فأبوا أن ينظروهم، وقد طلبوا منهم النظرة إلى الغلات فنزلت الآية.
الفصل الثالث: المعنى:
  قوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَيٰ مَيْسُرَةٖۖ} معناه: أن من عليه [الحق(١)] إذا كان معسراً فعلى من له الحق إمهاله وإنظاره إلى وقت يساره. وقيل: الإنظار يجب عقيب الربا خاصة، وروي عن شريح وإبراهيم. وقيل: يجب الإنظار بالآية في دين الربا، ويجب الإنظار بسائر الديون قياساً على هذا الإنظار في الآية. وقال ابن عباس والحسن والضحاك: هو [في(٢)] كل دين، وهذا هو الصحيح؛ لأن الآية والخبر لا يقصران على سببهما، وهو قول جمهور العلماء من أهل البيت $ وغيرهم.
  قوله: {وَأَن تَصَّدَّقُواْ خَيْرٞ لَّكُمْۖ} معناه: التصدق على من عليه الحق؛ لأن الصدقة على غيره بالدين الذي عليه لا يصح قبل قبضه.
(١) في (ب): الدين.
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).