المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 31 - الجزء 1

  [فصل⁣(⁣١)]: ولما كانت علوم القرآن كثيرة جمة، وكان مدارها على ثمانية علوم قد ذكرها العلماء وهي: القراءة، واللغة، والإعراب، والنظم، والنزول، والمعنى، والأحكام، والقصص، [والأخبار⁣(⁣٢)] - رأيت أن أختصر من هذه العلوم ما لا تمس إليه عظيم حاجة في هذا المكان؛ فمن ذلك القراءة والإعراب، فإني اختصرتهما في هذا المكان لكونه لا يتكلم في تفسير الآية إلا من قرأها معربة ببعض القراءات التي تجمع لها⁣(⁣٣) معنى الآية، فاختصارها لا يخل بشيء مما نحن بصدده، [اللهم⁣(⁣٤)] إلا أن يأتي الإعراب بقراءتين يختلف فيهما المعنى فإني أذكره؛ لكيلا يسقط شيء من الأحكام الشرعية التي نحن بصددها، وذلك في مثل قوله تعالى في آية الوضوء: {وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب والجر، فإن النصب يقتضي الغسل، والجر يقتضي المسح؛ فإني في مثل ذلك أذكر القراءة والإعراب، والله الموفق للصواب.

  ومن ذلك النظم فإني اختصرته؛ لأن حسن النظم والإيصال مما هو معلوم لظهور إعجاز القرآن لمن جرى في هذا الميدان.

  ومن ذلك القصص والأخبار⁣(⁣٥) فإنه خارج عن هذا الباب، فاختصرناه لذلك؛ فكان المختصر⁣(⁣٦) من هذه الأحكام الثمانية أربعة وهي: القراءة، والإعراب، والنظم والأخبار، وأما الأربعة الأخر فإني أذكرها لمساس الحاجة إليها في كل آية وهي: اللغة، والنزول، والمعنى، والأحكام، وأتكلم على كل آية


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب). ولكن القصص والأخبار واحد، وهو الثامن.

(٣) في (ب): له.

(٤) ما بين المعقوفين من (ب).

(٥) في (ب): الأخبار وما يتعلق بها من القصص.

(٦) في (ب): فاختصرت.