المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الآية الثالثة والخمسون: [في الدين والإشهاد عليه]

صفحة 289 - الجزء 1

  قوله: {وَأَدْنَيٰ أَلَّا تَرْتَابُواْ} معناه: أقرب أن لا تشكوا.

  قوله [تعالى]: {إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَٰرَةٌ حَاضِرَةٞ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَاۖ} معناه: أن لا تكون المبايعة بينكم في تجارة حاضرة يداً بيد من غير نسيئة ولا أجل، فلا حرج عليكم في ترك الكتابة. وقيل: لا ضرر عليكم في أموالكم، ذكره أبو علي.

  قوله: {وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْۖ} قيل: الإشهاد فرض، ذكره الضحاك. وقيل: ندب، ذكره الحسن والشافعي، وهو قول أكثر الفقهاء.

  قوله: {وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٞ وَلَا شَهِيدٞۖ} قيل: أصله: [لا⁣(⁣١)] يضارِّ بكسر الراء، والفاعل في الفعل هو الكاتب والشهيد، ومعناه: لا يضار الكاتب بأن لا يكتب أو يحرف في كتابته بزيادة أو نقصان ولا يضار الشاهد بأن يمتنع من أداء الشهادة أو يشهد بالزور، ذكر معنى ذلك عطاء وطاووس والحسن وقتادة وابن زيد. وقيل: هو بفتح الراء والكاتب والشاهد مفعولان، ومعناه: لا يضر الشاهدان بأن يدعيا وهما على حاجة مهمة، بل يدعا غيرهما.

  قوله: {وَإِن تَفْعَلُواْ} قيل: تفعلوا ما نهيتم عنه من الضرار. وقيل: أن تفعلوا ما نهيتم عنه أو تفعلوا خلاف ما أمرتم به.

  قوله تعالى: {فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمْۖ} معناه: خروج عن أمر الله [تعالى].

  قوله: {وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَۖ} معناه: اتقوا مخالفة أمر الله. وقيل: اتقوا في الأمانات أن لا تؤدوها.

  قوله: {وَيُعَلِّمُكُمُ اُ۬للَّهُۖ} معناه: يعلمكم ما فيه صلاحكم في الدنيا والآخرة.

  قوله: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَےْءٍ عَلِيمٞۖ ٢٨١} معناه: عالم بجميع المعلومات. وقيل: عالم


(١) ما بين المعقوفين من (ب).