المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الرابع: الأحكام: [مشروعية السلام والرد وما يتعلق بذلك]

صفحة 402 - الجزء 1

  تحيته فقط، ذكر معناه الحسن يقول وعليكم، ولا تقولوا⁣(⁣١): ورحمة الله وبركاته؛ لأنه لا يجوز الاستغفار للكفار.

الفصل الرابع: الأحكام: [مشروعية السلام والرد وما يتعلق بذلك]

  الآية تدل على أن السلام مشروع في شريعتنا ولا خلاف فيه وفيه مسائل:

  [(⁣٢) الأولى: أن السنة تكون في الرد، تكون أحسن من سلام المبتدي، والدليل عليه: ما روي عن النبي ÷ أنه قال لما أتاه واحد فقال: السلام عليكم، فقال النبي: «وعليه السلام ورحمة الله وبركاته» ثم أتاه واحد فقال: السلام عليه ورحمة الله، فقال النبي #: «وعليك السلام ورحمة [الله] وبركاته» فسئل النبي ÷ عن ذلك فأجاب أنه رد على كل مسلّم أحسن من تحيته هذا معنى الخبر وإن خالف شيء من لفظه].

  الثانية: أن الابتداء بالسلام سنة يدل عليه ما روي أن النبي ÷ كان يبدأ أصحابه بالسلام، ويزيد ما ذكرنا وضوحاً قوله ÷: «أفشوا السلام»، والابتداء به أظهر في الإفشاء.

  الثالثة: أن جواب السلام واجب وهو أكثر قول العلماء ولا أعلم خلافه {وَفَوْقَ كُلِّ ذِے عِلْمٍ عَلِيمٞۖ ٧٦}⁣[يوسف]، يدل عليه هذه الآية ويدل عليه الخبر الأول وهو قوله: «أفشوا السلام» وأخبار كثيرة متطابقة على كثير من هذه المعاني.

  الرابعة]: إذا كان الرد على الفساق والكفار فإنه لا يرد عليهم بالرحمة والبركات من الله [ونحوها⁣(⁣٣)]، ويرد بما كان فيه الدعاء بالبقاء والعمر ونحو


(١) الذي في الأصل: يقول. وما أثبتناه من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب)، وأما الأصل فقال فيه ما يلي: الأولى أن الابتداء بالسلام سنة والجواب واجب وهو قول أكثر العلماء هذا إذا كان الرد على أهل الدين والمؤمنين ودليلنا قوله ÷: «أفشوا السلام تسلموا»، وغير ذلك من الأخبار فهي كثيرة الثانية.

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).