المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 431 - الجزء 1

الآية الخامسة والعشرون منها: [في أوقات الصلاة]

  قوله تعالى: {إِنَّ اَ۬لصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَي اَ۬لْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباٗ مَّوْقُوتاٗۖ ١٠٢}.

الفصل الأول: اللغة

  الكتاب هاهنا: هو الفرض، وأصل الكتابة: الجمع، ومنه كتابة الكتاب، ومنه الكتيبة، قال الشاعر:

  وكبش الكتيبة في المزدحم

  والموقوت: هو الشيء المحدود، قال بعضهم: إن العرب تقول للشيء المحدود موقت.

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {إِنَّ اَ۬لصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَي اَ۬لْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباٗ مَّوْقُوتاٗۖ ١٠٢} يعني فرضاً موقتاً، ذكره الأخفش وأبو مسلم.

  الفصل الثالث: الأحكام: [وقت الاختيار للصلوات]

  ما ذكرناه من الآية يدل على أن للصلوات وقتاً وفيه ثلاث مسائل:

الأولى: وقت الاختيار

  فوقت الاختيار للظهر زوال الشمس ويعرف زوالها بازدياد كل منتصبٍ في ناحية المشرق بعد تناهيه في النقصان عندنا وهو قول الجمهور، وذهب مالك إلى أنه يؤخر الظهر حتى يصير الظل ذراعاً واعتل له أصحابه بأن التأخير إلى صيرورة الظل ذراعاً لانتظار صلاة الجماعة.

  ودليلنا: قوله تعالى: {أَقِمِ اِ۬لصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ اِ۬لشَّمْسِ}⁣[الإسراء: ٧٨].

  فصل: والدلوك هو الزوال عندنا وهو قول أهل البيت $ والشافعية وهو أحد الروايتين عن ابن عباس وقول ابن عمر وجابر وأبي العالية وقتادة وعطاء ومجاهد والحسن وعبيد، وروي عن جعفر بن محمد @.

  قال الحاكم رحمة الله عليه: وقد روي ذلك مرفوعاً، وقيل: الدلوك هو