المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 104 - الجزء 2

الآية السادسة: [في التخفيف إلى ثبوت المائة للمائتين]

  قوله تعالى: {اَ۬ءَلْٰنَ خَفَّفَ اَ۬للَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفاٗۖ فَإِن تَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِۖ وَإِنْ يَّكُن مِّنكُمْ أَلْفٞ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اِ۬للَّهِۖ وَاللَّهُ مَعَ اَ۬لصَّٰبِرِينَۖ ٦٧}.

الفصل الأول: اللغة:

  التخفيف: خلاف التثقيل، قال الشاعر:

  من كل واضحة الجبين إذا مست⁣(⁣١) ... جاءتك بالتخفيف والتثقيل

  والضعف: خلاف القوة.

الفصل الثاني: النزول:

  لما نزلت الآية التي قبل هذه التي فيها: {وَإِن تَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغْلِبُواْ أَلْفاٗ مِّنَ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ}⁣[الأنفال: ٦٦]، اشتد التكليف على المؤمنين أن يثبت الواحد في الحرب لعشرة فنزلت هذه الآية: {اَ۬ءَلْٰنَ خَفَّفَ اَ۬للَّهُ عَنكُمْ} نسخاً لتلك ووقع التخفيف للمؤمنين بأن يثبت الواحد للإثنين.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {اَ۬ءَلْٰنَ خَفَّفَ اَ۬للَّهُ عَنكُمْ} معناه رفع عنكم المشقة التي تضعفون عن تحملها وهو أن يلقى الواحد عشرة.

  قوله: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفاٗۖ} معناه علم وجود ضعفكم بعد أن كان عالماً أنه سيوجد لأنه تعالى عالم لذاته لم يزل عالماً ولا يزال على ما هو مبين في مواضعه من أصول الدين، وقد بيناه في كتابنا الموسوم باللؤلؤ المنظوم في معرفة الحي القيوم.

  قوله: {فَإِن تَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِۖ وَإِنْ يَّكُن مِّنكُمْ أَلْفٞ


(١) كذا في الأصل ولم أقف على البيت الشعري فيما لدي من المصادر.