المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 166 - الجزء 2

  والمكاثرة والعلو والتجبر على الخلق فهذا مما يقبح وإن كان للتجمل وإرهاب العدو فهو حسن وجائز ولا أعلم فيه خلافاً.

  ويدل عليه: قول الله تعالى: {۞وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اَ۪سْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ اِ۬لْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ اَ۬للَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}⁣[الأنفال: ٦١]، ويدل عليه: قوله ÷: «إن فرس المجاهد ليستن⁣(⁣١) في طوله فيكتب لصاحبه في ذلك الحسنات»، وقوله ÷: «من نقّى شعيراً لفرسه ثم علقه عليه كتب الله له بكل حبّة حسنة» إلى غير ذلك من الأخبار النبوية.

  الثانية: إتعابها بالتحميل والأثقال والمسنى عليها وذلك من أعظم المشقة على البهائم وهذا جائز ما لم يبلغ إلى حد الجور وهو تكليفها ما هو فوق طاقتها وضربها لذلك فوق الحاجة وما ذكرناه من الوجهين معلوم من الشرع على الجملة وعليه الإجماع.

الآية الثالثة: [في ذكر الخيل والبغال والحمير]

  قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةٗۖ}⁣[النحل: ٨].

الفصل الأول: اللغة:

  الخيل: اسم للجنس ولا واحد له من لفظه كالإبل، والشاء

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةٗۖ} معناه خلق هذه الأصناف لتركبوها وزينة لكم فيها مع المنافع التي فيها.


(١) قال في هامش الأصل: استن الفرس يستن: إذا غدا لمرحه ونشاطه شوطاً أو شوطين ولا راكب عليه. (نهاية).