الفصل الأول: اللغة:
الآية الخامسة: [في غض البصر]
  قوله تعالى: {۞قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَيٰ لَهُمْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصْنَعُونَۖ ٣٠}.
الفصل الأول: اللغة:
  غض البصر: كفه عن النظر مأخوذ من الغضغضة وهي النقصان، ومنه قوله: {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَۖ}[لقمان: ١٨]، معناه أنقص منه فإذا غض بصره وغض صوته فكأنه نقص منهما، قال الشاعر:
  فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله تعالى: {۞قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ} معناه قل يا محمد للمؤمنين يكفوا [من(١)] أبصارهم عن النظر إلى ما لا يجوز لهم من العورات.
  قوله: {وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ} معناه عما لا يحل لهم من النساء وعليه الأكثر من المفسرين وهو الصحيح لأنه الذي يسبق إلى الأفهام، وذكر بعضهم أن المراد أن يحفظوا فروجهم عن أعين الناظرين، قال: وليس في القرآن شيء في ذكر حفظ الفرج إلا والمقصود حفظه عن الزنا إلا هذه الآية فهي في حفظه عن الأعين ذكره ابن زيد.
  قوله: {ذَٰلِكَ أَزْكَيٰ لَهُمْۖ} معناه أطهر لكم وأنفى للتهمة وأقرب إلى التقوى.
  قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصْنَعُونَۖ ٣٠} معناه عليم بما تفعلون فيما أمرتكم ونهيتكم من غض البصر وحفظ الفرج فيجازيكم به.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).