المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 227 - الجزء 2

الآية الخامسة: [في غض البصر]

  قوله تعالى: {۞قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَيٰ لَهُمْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصْنَعُونَۖ ٣٠}.

الفصل الأول: اللغة:

  غض البصر: كفه عن النظر مأخوذ من الغضغضة وهي النقصان، ومنه قوله: {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَۖ}⁣[لقمان: ١٨]، معناه أنقص منه فإذا غض بصره وغض صوته فكأنه نقص منهما، قال الشاعر:

  فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {۞قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ} معناه قل يا محمد للمؤمنين يكفوا [من⁣(⁣١)] أبصارهم عن النظر إلى ما لا يجوز لهم من العورات.

  قوله: {وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ} معناه عما لا يحل لهم من النساء وعليه الأكثر من المفسرين وهو الصحيح لأنه الذي يسبق إلى الأفهام، وذكر بعضهم أن المراد أن يحفظوا فروجهم عن أعين الناظرين، قال: وليس في القرآن شيء في ذكر حفظ الفرج إلا والمقصود حفظه عن الزنا إلا هذه الآية فهي في حفظه عن الأعين ذكره ابن زيد.

  قوله: {ذَٰلِكَ أَزْكَيٰ لَهُمْۖ} معناه أطهر لكم وأنفى للتهمة وأقرب إلى التقوى.

  قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصْنَعُونَۖ ٣٠} معناه عليم بما تفعلون فيما أمرتكم ونهيتكم من غض البصر وحفظ الفرج فيجازيكم به.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).