المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: المعنى:

صفحة 230 - الجزء 2

  قوله: {أَوْ نِسَآئِهِنَّ} قيل: نساء المؤمنين ولا يجوز للمسلمة أن تتجرد للمشركة إلا أن تكون أمة لها.

  قوله: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُهُنَّ} قيل: أراد جواريهن المشركات ذكره ابن جريج، وقيل: أراد مملوكاً لم يبلغ مبلغ الرجال ذكره أبو علي، وقيل: أراد الجواري على العموم، وقيل: أراد المماليك ذكوراً وإناثاً لأن اللفظ يشملهم ذكره الحسن وهو الصحيح عندنا لأن اللفظ عام إلا أن ترد دلالة تخص بعضاً منهم دون بعض ونحن نفصل القول فيه عند ذكر الأحكام في هذه الآية.

  قوله: {أَوِ اِ۬لتَّٰبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِے اِ۬لْإِرْبَةِ مِنَ اَ۬لرِّجَالِ} قيل: هو الذي لا ينشر، ذكره الحسن، وقيل: هو الأبله العنين ذكره ابن عباس في أحد الروايتين عنه وذكر في الرواية الأخرى أنه الذي يتبعك ليصيب من طعامك ولا حاجة له في النساء، وقيل هم الذين يضيفونهم وليس لهم في النساء إربة، ذكر معناه ابن زيد، وقيل: هو الأبله الذي لا يعرف شيئاً من النساء ذكره مجاهد، وقيل: هو المعتوه ذكره سعيد بن جبير، وقيل: هو المجنون ذكره عكرمة.

  قوله تعالى: {أَوِ اِ۬لطِّفْلِ اِ۬لذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَيٰ عَوْرَٰتِ اِ۬لنِّسَآءِۖ} قيل: هو الذي لا يقدر على الجماع فأما من قدر منهم كالمراهق فحكمه حكم الرجال.

  قوله: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۖ} معناه لا يحركن أرجلهن حتى يسمع الرجال أصوات خلاخيلهن ويكون في حكمه سائر ما يسمع من الحلي في العنق والرأس فإن وحي الحلي يبعث شهوات من سمعهن من الرجال ويدعوا إلى طلبهن وكانت البغايا في الجاهلية يحركن الخلاخيل إذا عرضن بمجالس الرجال.