المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 312 - الجزء 2

  المحتكر: لو ترك لي أمير المؤمنين مالي لربحت مثل عطاء أهل الكوفة وكان جند الكوفة مائة ألف مقاتل، وفي بعض الروايات أن عطاء أهل الكوفة كان مائة ألف مثقال.

  وكذلك أمر أمير المؤمنين بتحريق رقعة الشطرنج وإقامة من لعب به معقولاً على فَرْد رِجْلٍ إلى صلاة الظهر، فقالوا: لا نعود، فقال #: إن عدتم عدنا.

  وكذلك فعل علي # في بايعي الخمر فإنه خرب دورهم وخرب دار جرير بن عبد الله لما لحق بمعاوية، وخرب بعض دار ثور بن عمرو لما لحق بمعاوية أيضاً.

  ولما أرادوا توسيع الحرم الشريف وطلبوا شراء دور حوله فامتنع أهلها فجعل عمر أثمانها لأهلها من بيت المال وجعلها في الحرم ولم ينكر عليه أحدٌ من الصحابة مع وفارتهم في وقته.

  وكذلك أحرق عمر دار خمّار كان يبيع الخمر بالمدينة وهذا يدل على أن للإمام التصرف في عقوبة أهل الخلاف على قدر ما يراه من العقوبة للجاني على قدر جنايته من أخذ المال للانتفاع به للجهاد ومصارف بيت المال أو بإهلاكه وإتلافه.

  وكذلك قطع الهادي # الأعناب والنخيل والزروع بنجران وأملح وعلاف عقوبة لأهلها على جنايات فعلوها، وكذلك قتل من بغى عليه من بني الحارث في نجران وصلبهم في جذوع النخل وكانوا مائة قتيل قتلهم بيده بكل ضربة قتيل، وقتل واحداً منهم فقطعه نصفين حتى وقع في ذي الفقار شيء من العذرة كما فعل جده علي # ليلة الهرير.

  وكذلك فعل أخو الهادي # عبد الله العالم في صرم بني الحارث فإنه أخذ أموالهم وبيوتهم وكان والياً لأخيه الهادي #.