الفصل الثاني: النزول
الفصل الثاني: النزول
  قيل: كانت قريش إذا اجتمعت بمنى ادعى بعضهم على بعض أن حجه أفضل وأتم من حج صاحبه فنزلت الآية ونهوا عن ذلك، وقيل: كانوا يقفون مواقف مختلفة وكل يدعي أن موقفه موقف إبراهيم # فأعلمهم الله بمناسكهم، ذكر ذلك القاسم بن محمد. وقيل: لما قال النبي ÷ في حجة الوداع: «من لم يكن معه هدي فليحل من إحرامه وليجعلها عمرة» قالوا: إنا أحرمنا بالحج، فذلك جدالهم فنهوا عن ذلك. وقيل: [ذلك(١)] في قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ اَ۬لزَّادِ اِ۬لتَّقْوَيٰۖ}[البقرة ١٩٧] سبب نزولها قيل: ناس يرمون بأزوادهم ويقولون: نحن المتوكلون. [فنزل قوله: {وَتَزَوَّدُواْ ...} وقيل: نزل ذلك في ناس من اليمن كانوا كلاً على الناس فنهوا عن السؤال وأمروا بالتزود حكاه الأصم(٢)].
الفصل الثالث: المعنى
  قوله تعالى: {۞اِ۬لْحَجُّ أَشْهُرٞ مَّعْلُومَٰتٞۖ} قيل: فيه محذوف تقديره: وقت الحج ووقت أفعاله أشهر [معلومات(٣)]. وقيل: معناه: الحج في أشهر معلومات، فحذف «في». والأشهر المعلومات: شوال والقعدة، وهذا إجماع، واختلفوا في الثالث، فقيل: العشر الأولى من ذي الحجة، وهذا هو مذهبنا، وهو مذهب أهل البيت $. وروي [ذلك(٤)] عن ابن عباس وابن عمر وإبراهيم والشعبي ومجاهد والحسن وأبي علي وأكثر المفسرين وهو قول أبي حنيفة. وقيل: التسع الأولى
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) الذي في (ب): وقيل غير ذلك، وهو أنهم نهوا عن السؤال وأمروا بالتزود. وقيل: نزل ذلك في أهل اليمن كانوا كلاً على الناس فنهوا عن ذلك.
(٣) ما بين المعقوفين من (ب).
(٤) ما بين المعقوفين من (ب).