المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

[ضمان الرهن وفوائده]

صفحة 306 - الجزء 1

[ضمان الرهن وفوائده]

  الرابعة: أن الرهن مضمون على المرتهن عندنا، وهو قول زيد بن علي والقاسم والهادي والمؤيد بالله وغيرهم من علمائنا، وهو قول عمر وابن عمر وشريح والشعبي وعطاء وإسحاق والحسن وأبي حنيفة وأصحابه. وعند الناصر والشافعي: هو أمانة فلا يضمنه.

  ودليلنا: ما روي عن النبي ÷ أنه قال لمرتهن فرساً وقد تلفت في يده: «ذهب حقك»، وروي عن أمير المؤمنين [علي⁣(⁣١)] #: أن الرهن مضمون، وروي اتفاق الصحابة على ذلك وإن اختلفوا في كيفية الضمان.

  الخامسة: أن الراهن والمرتهن يترادان الفضل، ومعناه: أن الرهن إذا تلف فإن زاد الرهن على الدين ضمن المرتهن الزائد وإن نقص عن الدين رجع على الراهن بالباقي، وهذا عندنا، وهو قول الهادي [#(⁣٢)] وعطاء وإسحاق. وذهب القاسم وأبو حنيفة وأصحابه إلى أنه لا يضمن الزيادة بل هي أمانة، وروي ذلك عن علي # رواية ليست بالظاهرة عنه، وروي عن عمر وابن عمر. وذهب شريح والحسن والشعبي إلى أن الرهن مضمون بما فيه فلا يرجع على الراهن بشيء، نحو: أن يرهن خاتماً في مائة دينار فإنه لا يرجع بشيء إذا تلف الخاتم.

  والدليل على قولنا: قوله ÷: «الرهن من راهنه له غنمه وعليه غرمه» فدل ذلك على أن له زيادته وعليه نقصانه، وروي عن أمير المؤمنين # مثل قولنا، وذلك مشهور عنه.

  السادسة: أن فوائد الرهن مضمونة أيضاً عندنا، وهو قول الهادي وأبي العباس وأبي طالب $ والحسن البصري، والحسن بن صالح، قال المؤيد بالله:


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).