المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 8 - الجزء 2

  عين حل أكلها، وإن لم يتحرك منها شيء حرمت، هذا عندنا وهو قول علمائنا $، وهو قول أبي حنيفة ومالك وأحد قولي الشافعي.

  وعند الناصر وأبي يوسف: إذا بلغت إلى حال لا تعيش معها أو حالاً تكيد بنفسها لم تؤكل وهو أحد قولي الشافعي على ما ذكره أصحابه.

  ودليلنا: ما روي عن النبي ÷ أن راعياً سأله فقال: أنا أرعى غنماً فتكون العارضة فأخاف أن تفوتني بنفسها فأذبح بالمروة؛ فقال: «إذا فريت فكل»، وما روى أيضاً زيد بن علي عن علي $ أنه قال: إذا أدركت ذكاتها وهي تطرف بعينها أو تركض برجلها أو تحرك ذنبها فقد أدركت.

الآية الثانية: [في حل الطيبات وصيد الجوارح]

  قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ اُ۬لطَّيِّبَٰتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ اَ۬لْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اُ۬للَّهُۖ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اُ۪سْمَ اَ۬للَّهِ عَلَيْهِۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ سَرِيعُ اُ۬لْحِسَابِۖ ٥}.

الفصل الأول: اللغة

  الطيب: ضد الخبيث، والطيب: المستلذ، والطيب: الحلال.

  والجوارح: الكواسب، والاجتراح: الاكتساب، قال الشاعر:

  وهو الدافع عن ذي كربة ... أيدي القوم إذا الجاني اجترح

  والمكلِّب: هو الذي يعلم الكلاب الصيد، والمكلب: صاحب الكلاب كما أن المؤدب صاحب التأديب، والكلب معروف.

الفصل الثاني: النزول

  روي أن النبي ÷ أمر بقتل الكلاب وشدد فيه وقال: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة أو كلب» فسئل ÷ عما يحل من الكلاب؛ فسكت ÷ حتى نزلت الآية، ثم أذن في اقتناء الكلاب التي ينتفع بها، ونهى عن