ترجمة صاحب المتن:
تَرْجَمَةُ صَاحِبِ الْمَتْنِ:
  هُوَ الشَّيْخُ الْفَضْلُ، وَقِيلَ: أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي السَّعْدِ بْنِ الْعَزَوِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْعُصَيْفِرِيُّ الْمَيْتَكِيُّ، نِسْبَةٌ إِلَى مَيْتَكَ بِبِلَادِ عَفَّارٍ مِنْ مُحَافَظَةِ حَجَّةَ. الْعَالِمُ الْمَشْهُورُ، عَاصَرَ الْإِمَامَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَمزَةَ، قِيلَ: إِنَّهُ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَضَعَ فِي الْفَرَائِضِ كِتَابًا؛ فَأَلْفَ كِتَابَهُ الْفَائِضَ فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ، ثُمَّ اخْتَصَرَهُ فِي كِتَابِهِ عِقْدِ الْأَحَادِيثِ، وَوَضَعَ خُلَاصَةَ هَذَا الْعِلْمِ فِي كِتَابِهِ مِفْتَاحِ الْفَائِضِ فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ. قَالَ الْمِقْرَائِيُّ فِي النُّزْهَةِ: كَانَ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ الْأَحْبَارِ، وَالْعُلَمَاءِ الْأَخْيَارِ. وَكَانَ ابْنَ خَوَّامِ وَقْتِهِ(١)، لَهُ رِسَالَةٌ فِي الْفَرَائِضِ وَالْحِسَابِ وَالْمَسَاحَةِ وَعِلْمِ الْهَيْئَةِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بذَلِكَ، وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ حُجَّةٌ وَمَحَجَّةٌ، وَهُوَ حَذَامِ الْفَرَائِضِ، وَابْنُ ثَابِتِهِ. وَفِي الْمُسْتَطَابِ: هُوَ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ فِي فَنَّ الْفَرَائِضِ.
  مَشَائِخُهُ: لَمْ تَذْكُرْ كُتُبُ التَّرَاجِمِ مَشَائِخَهُ إِلَّا أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ أَحَدٍ أَوْلَادِ الْمَنْصُورِ بِاللَّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ، وَكَأَنَّهُ دَرَسَ فِي ظَفَارٍ، وَكَانَتْ ظَفَارُ فِي عَصْرِ الْإِمَامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمزَةَ تَفُوقُ كُبْرَى الْجَامِعَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْيَوْمَ، وَمَنْ أَرَادَ الاطِّلَاعَ عَلَى ازْدِهَارِ الْحَيَاةِ الْعِلْمِيَّةِ فِي ظَفَارِ فَعَلَيْهِ بِالْبَحْثِ فِي كُتُبِ التَّرَاجِمِ؛ لِيَتَعَرَّفَ عَلَى عُلَمَاءِ ظَفَارٍ، وَعَلَيْهِ الرُّجُوعُ إِلَى فَهْرَسِ الْكُتُبِ الْمَنْقُولَةِ مِنْ ظَفَارٍ إِلَى مَكْتَبَةِ الْجَامِعِ الْكَبِيرِ. وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّهُ لَمَّا اشْتَهَرَ بِالْعِلْمِ سَأَلَهُ رَجُلٌ بِطَفَارٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَرَضِيَّةٍ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ قَرَأَ شَيْئًا فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا لَمْ يُجب السَّائِلَ وَبَّخَهُ! فَكَانَ ذَلِكَ حَامِلًا لَهُ عَلَى قِرَاءَتِهِ وَإِقْبَالِهِ عَلَيْهِ بِهِمَّةٍ عَالِيَةٍ حَتَّى بَرَّزَ عَلَى الْأَقْرَانِ، وَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ فِيهَا مَا لَمْ يَفْتَحْ لِغَيْرِهِ، وَحَقَّقَ
(١) ابْنُ خَوَّامٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْحُرْبَوِيُّ، عِرَاقِيُّ، عَالِمٌ بِالْحِسَابِ، ت: ٧٢٤ هـ، لَهُ الْقَوَاعِدُ الْبَهَائِيَّةُ فِي الْحِسَاب الأعلام ٤/ ١٢٦.