(باب العلل المانعة من الإرث)
  وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ(١)، وَسَعِيدُ بْنُ الْمَسَيِّبِ(٢): إِنَّه يَرِثُ مِنَ الْمَالِ وَالدِّيَةِ.
  وَقِيلَ [الزُّهْرِيُّ]: إِنَّهُ يَرِثُ مِنَ الْمَالِ دُونَ الدِّيَةِ. وَفي وُجُوبِ الْكَفَّارَةِ عَلَيْهِ خِلَافٌ(٣).
  (وَ) الْقِسْمُ الثَّانِي: (قَاتِلُ الْخَطَإِ)(٤): وَذَلِكَ نَحْوُ أَنْ يَرْمِيَ صَيْدًا فَيُصِيبَ مَنْ
= ٦/ ٣٨٢. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷: «الْمَرْأَةُ تَرِثُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا وَمَالِهِ، وَهْوَ يَرِثُ مِنْ دِيَتِهَا وَمَالِهَا، مَالَمْ يَقْتُلْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ عَمْدًا لَمْ يَرِثْ مِنْ دِيَتِهِ وَمَالِهِ شَيْئًا، وَإِنْ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ خَطَأَ وَرِثَ مِنْ مَالِهِ وَلَمْ يَرِثْ مِنْ ديته». ابن ماجة ٢/ ٩١٤ رقم ٢٧٣٦.
(١) الْكُوفِيُّ الْأَسَدِيُّ سَمِعَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، تَابِعِيُّ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ، مُتَقَدِّمُ فِي التَّفْسِيرِ وَالْفِقْهِ وَالْعِبَادَةِ، وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ، كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُل لَيْلَتَيْنِ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ صَبْرًا ظُلْمًا فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ٩٥ هـ، وَلَمْ يَعِشِ الْحَجَّاجُ بَعْدَهُ إِلَّا نَحْوَ ١٥ لَيْلَةً، وَلَمْ يَقْتُلْ أَحَدًا بَعْدَهُ، وَكُلَّمَا أَرَادَ الْحَجَّاجُ النَّوْمَ صَاحَ: مَالِي وَلِسَعِيدٍ! كُلَّمَا أَرَدْتُ النَّوْمَ أَخَذَ بِرِجْلِي! قِيلَ: رُبْيَ الْحَجَاجُ فِي النَّوْمِ؛ فَقَالَ: قَتَلَنِي اللَّهُ بِكُلِّ قَتِيلِ قَتَلْتُهُ قَتْلَةٌ إِلَّا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَتَلَنِي بِهِ سَبْعِينَ قَتْلَةٌ. كَانَ عُمْرُهُ حِينَ قُتِلَ ٤٩ سَنَةٌ، وَقَبْرُهُ بِوَاسِطَ بِالْعِرَاقِ مَزُورُ، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ. تهذيب الكمال ١٠/ ٣٥٨، والطبقات ٦/ ٢٥٦.
(٢) الْمَخْزُومِيُّ الْقُرَشِيُّ إِمَامُ التَّابِعِينَ مِنْ كِبَارِ الثَّانِيَةِ. أَبُوهُ الْمُسَيَّبُ، وَجَدُّهُ حَزْنٌ صَحَابِيَّانِ أَسْلَمَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. وَالْمُسَيَّبُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِهَا، وَالْفَتْحُ مَشْهُورٌ، وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْفَتْحَ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَقَدُّمِهِ عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ فِي الْعِلْمِ وَالْفَضِيلَةِ، وَيُقَالُ لَهُ: فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ. لَقِيَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَأَخَذَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ: مِنْهُمُ الْإِمَامُ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ، وَالزُّهْرِيُّ. قَالَ قَتَادَةُ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِحَلَالِ اللهِ وَحَرَامِهِ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَقَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: أَفْضَلُ التَّابِعِينَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. وُلِدَ سَنَةَ ١٥ وَمَاتَ سَنَةَ ٩٣. تهذيب الكمال ١١/ ٦٦، وطبقات ابن سعد ٢/ ٣٧٩.
(٣) الْمُخْتَارُ° عَدَمُ الْوُجُوبِ مَا لَمْ يَكُنِ الْمَقْتُولُ فَرْعًا لِلأَصْلِ، أَوْ فِي قَتْلِ التُّرْسِ.
(٤) مِثَالُهُ: امْرَأَةٌ خَلَفَتْ زَوْجًا، وَأُمّا، وَأُخْتَا، وَبِئْنَا قَاتِلَةٌ خَطَأً، وَتَرِكَتُهَا أَلْفُ مِثْقَالٍ؛ فَمَسْأَلَتُهُمْ =