جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

[أهل السدس]

صفحة 197 - الجزء 1

  السُّدُسُ لَا غَيْرُ): يَعْنِي وَالْبَاقِي لِلْإِخِوَةِ أَوْ الْأَخَوَاتِ؛ وَلَا يُقَاسِمُ الْجَدُّ الْإِخْوَةَ بَلْ يَصِيرُ ذَا سَهُم مَعَ الْبَنَاتِ أَوْ بَنَاتِ الابْن⁣(⁣١) عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى فِي أَحْوَالِ الْأَبِ وَالْجَد.

  وَلَهُ السُّدُسُ أَيْضًا حَيْثُ لَمْ يَبْقَ لَهُ مَعَ ذَوِي السَّهَامِ شَيْءٌ، أَوْ كَانَ الْبَاقِي بَعْدَ سَهَامِهِمْ أَقَلَ مِنَ السُّدُسِ - كَانَ لَهُ السُّدُسُ بِالتسْهيم؛ وَتَعُولُ بِهِ الْمَسْأَلَة⁣(⁣٢).

  السَّابِعُ: قَوْلُهُ: (وَهْوَ لِلْوَاحِدِ مِنْ وَلَدِ الْأُمْ: ذَكَرًا كَانَ، أَوْ أُنْثَى، [أَوْ خنثى°])؛ وَمِيرَاثُهُ بصَرِيحِ النَّصِّ فِي الْقُرْآنِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِن كَانَ رَجُلٞ يُورَثُ كَلَٰلَةً أَوِ ٱمۡرَأَةٞ وَلَهُۥٓ أَخٌ أَوۡ أُخۡتٞ فَلِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُۚ}⁣[النساء: ١٢](⁣٣). وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ «وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمَّ» عَلَى جِهَةِ التَّفْسِير⁣(⁣٤).

  وَمَعْنَى الْكَلَالَةِ: هُوَ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ بَنِي أُمية:

  وَرِثْتُمْ قَنَاةَ الْمَجْدِ لَا عَنْ كَلَالَةٍ ... عَنِ ابْنَيْ مَنَافِ عَبْدِ شَمْسٍ وَهَاشِمٍ⁣(⁣٥)


(١) مِثَالُهُ: بِنْتُ ابْنِ، وَأَخَوَانِ، وَجَدٌ: الْمَسْأَلَةُ مِنْ ٦ مِنْ مَخْرَجِ فَرْضِهِ؛ لِأَنَّهُ سِهَامِيُّ: لبنتِ الابْنِ النِّصْفُ ٣، وَلِلْجَدَّ السُّدُسُ ١، وَالْبَاقِي سَهْمَانِ: لِكُلِّ أَخِ سَهُمْ.

(٢) مِثَالُهُ: زَوْجَةٌ، وَأُخْتَانِ، وَجَدٌ: الْمَسْأَلَةُ مِن ١٢: لِلزَّوْجَةِ ٣، وَلِلأُخْتَيْنِ ٨، وَلَهُ ٢ عَالَتْ إِلَى ١٣.

(٣) وَهَذِهِ الآيَةُ هِيَ الْمَعْرُوفَةُ بِآيَةِ الشَّتَاءِ؛ لأَنَّهَا نَزَلَتْ في الشَّتَاءِ وَهْيَ الدَّالَّة عَلَى مِيرَاثِ الْإخْوَة لِأُمْ، وَالَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ هِيَ آيَةُ الصَّيْفِ. مصباح. وَهْيَ الدَّالَّة عَلَى مِيرَاثِ سَائِرِ الْإِخْوَةِ. ابن أبي شيبة ٧/ ٤٣٧ رقم ٣٧٠٦٢، وعبد الرزاق ١٠/ ٣٠٥ رقم ١٩١٩٤، ومسلم ٣/ ١٢٣٦ رقم ١٦١٧، وابن ماجة ٢/ ٩١٠ رقم ٢٧٢٦، والبيهقي ٦/ ٢٢٤.

(٤) ينظر الدر المنثور ٢/ ٢٢٤، وفي الكشاف ١/ ٤٨٦: أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأخِ وَالْأُخْتِ مَنَ الْأُمّ، وَهْيَ مِثْلُ خَبَرِ الآحَادِ فِي وُجُوبِ الْعَمَلِ بِهَا، وَلَا تَصِحُ بِهَا التَّلَاوَةُ.

(٥) الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ فِي دِيوَانِهِ ٢/ ٣٠٩ بِلَفْظِ:

وَرِثْتُمْ فَنَاةَ الْمُلْكِ غَيْرَ كَلَالَةٍ ... عَنِ ابْنِ مَنَافِ عَبْدِ شَمْسِ وَهَاشِمِ