مسائل العول
  وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ قَدَّمُوا مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ(١) وَأَخَرُوا مَنْ أَخَّرَ اللَّهُ مَا عَالَتْ فَرِيضَةُ فِي الْإِسْلَامِ»(٢)! فَقِيلَ لَهُ: مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ(٣)؟ فَقَالَ: «كُلُّ فَرِيضَةٍ لَمْ تَزُلْ مِنْ فَرِيضَةٍ إِلَّا إِلَى فَرِيضَةٍ فَهْيَ الَّتِي قَدَّمَ اللَّهُ: كَالزَّوْج وَالزَّوْجَةِ وَالْأُمِّ وَالْجَدَّةِ(٤)، وَكُلُّ فَرِيضَةٍ إِذَا زَالَتْ عَنْ فَرْضِهَا لَمْ يَكُنْ لَهَا إِلَّا الْبَاقِي فَهْيَ الَّتِي أَخَّرَ اللهُ: كَالْبَنَاتِ، وَبَنَاتِ الابْنِ، وَالْأَخَوَاتِ لِأَبِ وَأُمْ، وَالْأَخَوَاتِ لِأَبِ»(٥).
= فَذَلِكَ ظَنَّكُمْ قِيلَ: إِنَّ التَّبْكِيتَ الدَّمُ وَالتَّسْكِيتُ؛ فَالتَّبْكِيتُ، وَالتَّسْكِيتُ، وَالتَّقْرِيعُ، وَالتَّوْبِيخُ، وَالتَّهْدِيدُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. تاج العروس ٢/ ١٦.
(١) لَعَلَّهُ أَرَادَ بِمَنْ قَدَّمَ اللهُ هُوَ الْقِسْمُ الثَّانِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ.
(٢) التجريد ٦/ ٤٠، والبيهقي ٦/ ٢٥٣.
(٣) مِثَالُهُ: أَنْ تُخَلَّفَ الْمَرْأَةُ زَوْجًا وَأَمَّا وَابْنَتَيْنِ؛ فَالْمَسْأَلَة مِن ١٢: فَعَلَى كَلَامِ أَهْلِ الْمَذْهَبِ: لِلزَّوْجِ الرُّبُعُ، وَلِلأُمُّ السُّدُسُ، وَلِلابْنَتَيْنِ الثُّلُثَانِ، وَعَالَتْ إِلَى ١٣، وَعَلَى كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لِلزَّوْجِ الرُّبُعُ، وَلِلْأُمِّ السُّدُسُ، وَلِلْبِنتَيْنِ الْبَاقِي سَبْعَةٌ، وَهْيَ فَائِدَةُ الْخِلَافِ.
(٤) قَالَ فِي الْوَافِي ٣٥: فَلَيْسَ يَخْلُو: إِمَّا أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ فِي اللَّفْظِ أَوْ فِي الْحُكْمِ: فَإِنْ أَرَادَ التَّقْدِيمَ فِي اللَّفْظِ؛ فَإِنَّ اللَّفْظَ قَدَ قَدَّمَ فِيهِ الابْنَةَ وَالْبَنَاتِ وَهْوَ يُدْخِلُ النَّقْصَ عَلَيْهِنَّ خُصُوصًا؛ فَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يُوَفَّيْنَ؛ لِأَنَّهُنَّ اللَّوَاتِي قُدِّمْنَ فِي اللَّفْظِ، وَإِنْ أَرَادَ مَنْ قُدِّمَ فِي الْحُكْمِ فَفِيهِ تَنَازَعْنَا؛ لِأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَنَا عَلَى سَوَاءٍ فِي النَّقْصِ بِالْعَوْلِ كَمَا اسْتَوَوْا فِي الرَّدُّ عِنْدَ الزَّيَادَةِ مِنْ غَيْرِ مُرَاعَاةِ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ. قَالَ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ الْمُنتَصِرُ: الَّذِينَ قَدَّمَ اللهُ هُمْ مَنْ لَا يَنْتَقِلُ مِنَ التَّسْهِيمِ إِلَى التَّعْصِيبِ: وَهُمُ الزَّوْجُ وَالزَّوْجَةُ، وَالْأُمُّ، وَالْجَدَّةُ، وَالْأَخُ لِأُمْ. وَالَّذِينَ أَخَرَ اللَّهُ هُمُ الَّذِينَ يَنتَّقِلُونَ مِنَ التَسْهِيمِ إِلَى التَّعْصِيبِ، وَهُمْ سَائِرُ ذَوِي السَّهَام؛ فَيَرْتَفِعُ الْإِشِكَالُ، يُنظَرُ فِي الْجَدَّةِ فَإِنَّ فَرْضَهَا السُّدُسُ عَلَى الْإِطْلَاقِ لَا تَقِل عَنْهُ، وَفَرْضُهَا بِالسُّنَّةِ، وَلَا وَجْهَ لِلتَّنْظِيرِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا وُجِدَتِ الْجَدَّةُ مَعَ أُخْرَى انْتَقَلَتْ إِلَى نِصْفِ السُّدُسِ. فلكي.
(٥) قَالَ فِي الْوَافِي ٣٦: لَا نُسَلِّمُ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُنَّ بَنُونَ وَلَا إِخْوَةٌ؛ لِأَنَّهُنَّ يَصِرْنَ مَعَهُمْ =