الفصل الثالث فيما يجب إخراجه من رأس المال
  يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْفَرَائِضِ(١) أَنَّهَا تَنْقَسِمُ إِلَى تِسْعَةِ أَقْسَامٍ، وَلَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ النَّسَبَ
= رقم ٦٠٣٥. وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ وَارِنَّا حَقِيقَةٌ؛ فَلَمْ يَعُدَّهُ سَبَبًا رَابِعًا. وَعَلَيْهِ بَنَى الْمُصَنِّفُ. وَلَا خِلَافَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يُخَلَّفِ الْمَيِّتُ مَنْ يَرِثُهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَسْبَابِ الثَّلَاثَةِ - أَنَّ مِيرَاثَهُ لِبَيْتِ الْمَالِ؛ لِأَنَّهُ يَعْقِلُ عَنْهُ؛ لِلْخَبَرِ.
(١) أَهْلُ الْفَرَائِضِ: يُطْلَقُونَ عُمُومًا عَلَى جَميعِ الْعَارِفِينَ بِهَذَا الْفَنَّ، وَخُصُوصًا يُرَادُ بِهِمْ مَنْ أُسْندَتْ إِلَيْهِ الْفَرَائِضُ، وَتَكَلَّمَ عَلَى مَسَائِلِهَا، وَتَبعَثَهُ فِرْقَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: وَهُمْ:
١ - عَلَي #، وَنَحْنُ نَخْتَارُ مَذْهَبَهُ؛ لِقَوْلِهِ ÷: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيُّ بَابُهَا». المستدرك ٣/ ١٢٦، ومصنف ابن أبي شيبة ٦/ ٣٦٦ رقم ٣٢٠٧١، والخطيب في تاريخ بغداد ٤/ ٣٤٨، وذخائر العقبى ص ٧٧، والشافي ٣/ ١٥٨، وابن المغازلي ٧١ - ٧٣. وَقَوْلِهِ: «عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٌّ أَيْنَ مَا دَارَ دَارَ مَعَهُ». المستدرك ٣/ ٢٤، والترمذي ٥/ ٥٩١ رقم ٣٧١٤، وابن المغازلي ٩١، والشافي ٣/ ١٥٨.
٢ - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَاخْتَارَ مَذْهَبَهُ الشَّافِعِيُّ لِقَوْلِهِ ÷: «أَفْرَضُكُمْ زَيْد فتح» الباري ١٢/ ٢٠، والدر المنشور ٢/ ١٢٧، والرحبية ٢١.
٣ - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنِ اخْتَارَ مَذْهَبَهُ؛ لِقَوْلِهِ ÷: «اللَّهُمَّ عَلَّمْهُ الْحِكْمَةَ وَالتَّفْسِير». ابن ماجة ١/ ٥٨ رقم ١٦٦، وفتح الباري ١/ ١٧٠.
٤ - عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَمِنْهُمْ مَنِ اخْتَارَ مَذْهَبَهُ لِقَوْلِهِ ÷: «رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابنُ أُمَّ عَبْدِ، وَكَرِهْتُ لأُمَّتِي مَا كَرِهَ لَهَا ابْنُ أَمَّ عَبْدِ» مجمع الزوائد ٩/ ٢٩٠، ومصنف ابن أبي شيبة ١٢/ ١١٤، والمستدرك ٣/ ٣١٧.
٥ - أُمُّ عَبْدٍ: كُنْيَةُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ.
وَلَا يَنْبِغِي لِصَاحِبٍ هَذَا الْفَنَّ أَنْ يَجْهَلَ فَائِدَةَ كَلَامِهِمْ؛ فَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَهْلِ الْمَذْهَبِ، وَقَالَ: فِي الْغَالِبِ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ إِذَا أَجْمَعُوا عَلَى مَسْأَلَة أَجَمعَتْ عَلَيْهَا الْأُمَّةُ، وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي مَسْأَلَةِ اخَتَلَفَتْ الْأُمَّةُ فِيهَا غَالِبًا، يُحْتَرَزُ مِنْ مَسْأَلَة؛ فَإِنَّهُمُ الخَتَلَفُوا فِيهَا وَأَجْمعَتْ عَلَيْهَا الْأُمَّةُ، وَذَلِكَ فِي الْإخوة لأم؛ فَإِنَّهُ يُرْوَى عَن ابْن مَسْعُودٍ أَنَّهُ يَقُولُ: {لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۚ} وَقَدْ أَجْمعَتِ الْأُمَّةُ أَنَّهُ لَا يُفَضَّلُ الذَّكَرُ عَلَى الْأُنثَى وَقَدْ جُمِعُوا فِي بَيْتِ:
أَهْلُ الْفَرَائِضِ: أَقْضَى الْخَلْقِ قَاطِبَةً ... وَخَيْرُهُمْ ثُمَّ زَيْدٌ وَابْنُ مَسْعُود