جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

[العصبة]

صفحة 38 - الجزء 1

  الْأَرْحَامِ؛ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ بِغَيْرِهِمْ؛ وَقُلْنَا: الْمَالَ أَوْ جُزْءًا مِنْهُ غَيْرَ مُقَدَّرٍ؛ احْتِرَازًا مِنْ ذَوِي السَّهَام؛ فَإِنَّ مِيرَانَهُمْ مُقَدَّرُ؛ وَقَوْلُهُ: «عَلَى التَّرْتِيب»⁣(⁣١) لَا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي تَرْتِيبِ الْإِرْثِ أَنَّهُمْ يَرِثُونَ: الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ.

  وَاخْتَلَفُوا هَل تُقَدَّمُ الْعَصَبَاتُ⁣(⁣٢) عَلَى ذَوِي السَّهَامِ، أَوْ ذَوُو السَّهَامِ عَلَى الْعَصَبَاتِ؟ فَلَعَبَ الشَّيْخُ | فِي مُصَنَّفَاتِهِ⁣(⁣٣) إِلَى تَقْدِيمِ الْعَصَبَاتِ لِوُجُوهِ ثَلَاثَةٍ:

  الْأَوَّلُ: أَنَّ اللهَ تَعَالَى بَدَأَ بِذِكْرِهِمْ فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۚ}؛ وَالْحِكْمَةُ تَقْتَفِي تَقْدِيمَ الْأَهَمِّ فَالْأَهم؛ وَمَا نَزَلَ الْقُرْآنُ إِلَّا بِالْحِكْمَةِ⁣(⁣٤).

  الثَّانِي: أَنَّ الْوَاحِدَ مِنَ الْعَصَبَاتِ [قَدْ] يُسْقِطْ كَثِيرًا مِنْ ذَوِي السَّهَامِ، وَلَا يُوجَدُ شَخَصٌ وَاحِدٌ⁣(⁣٥) مِنْ ذَوِي السَّهَامِ يُسْقِطْ أَحَدًا مِنَ الْعَصَبَاتِ.


= السِّتْ الْمَنْصُوصَةِ لِذَوِي السَّهَامِ. وَقِيلَ فِي حَدِّهِمْ: كُلُّ مَنْ لَيْسَ لَهُ سَهُمْ مَفْرُوضٌ، مُسَمًّى مَحْدُودٌ: فِي الْكِتَابِ، أَوِ السُّنَّةِ، أَوِ الْإِجْمَاعِ. وَلَوْ قَالَ: هُمْ كُلُّ مَنْ وَرِثَ بِنَفْسِهِ مِنَ أَهْلِ النَّسَبِ؛ لِيَخْرُجَ العَصَبَةُ مِنَ السَّبَبِ: عَصَبَةُ الْوَلَاءِ، وَوَلَاءُ الْمُوَالَاةِ.

(١) لَيْسَ الْمُرَادُ بِالتَّرْتِيبِ أَنَّ مَنْ بَعْدَ ثُمَّ لَا يُسَمَّى عَصَبَةٌ مَعَ وُجُودِ مَنْ قَبْلَهَا بَلْ يُسَمَّى عَصَبَةٌ إِلَّا فِي صُورَةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ فِي الْأَبِ وَالْجَدِّ؛ فَإِنَّهُمَا لَا يُسَمَّيَانِ عَصَبَةً إِلَّا مَعَ عَدَم مَنْ قَبْلَهُمَا وَهُمُ الْبَنُونُ وَبنوهُمْ.

(٢) في وَضْعِ الْمُصَنَّفَاتِ فَقَط لَا فِي الْقِسْمَةِ فَلَا خِلَافَ فِي أَنَّهُ يُقَدِّمُ ذَوُو السَّهَام؛ لِأَنَّ الْمَسْأَلَةَ مِنْ مَخْرَجِ فَرَائِضِهِمْ.

(٣) الفائض، والعقد ٧، واللامع، والمصباح.

(٤) قُلْتُ: فِي الْكَلَام قَلْبٌ وَالْقِيَاسُ أَنْ يُقَالَ: مَا نَزَلَ الْقُرْآنُ إِلَّا بِالْحِكْمَةِ وَالْحِكْمَةُ تَقْتَضِي تَقْدِيمَ الْأَهمُ فَالْأَهَمِّ.

(٥) بَلْ وَلَا أَكْثَرُ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى جِهَةِ السُّقُوطِ بَلْ عَلَى جِهَةِ اسْتِكْمَالِ ذَوِي السَّهَامِ =