الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:

صفحة 155 - الجزء 1

  عَليًّا في غزوة تبوك فقال: يا رسولَ اللهِ خَلَّفْتَني في النِّسَاءِ وَالصَّبْيَانِ؟! فقال: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمنزلة هارون من موسى إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي»⁣(⁣١). وفي رواية أخرجها ابن إسحاق أن النَّبِيَّ ÷ لَمَّا نزل الجُرُفَ طَعَنَ رِجَالٌ من المنافقين في إِمْرَةِ علي وقالوا: إنما خلفه استثقالا؛ فخرج عليُّ فحمل سلاحه حتى أتى النبي ÷ في الجحرفِ، فَقَالَ: يا رسول الله ما تَخَلَّفْتُ عنك في غزوة قَطُّ قبل هذه! قد زَعَمَ ناس من المنافقين أنك خَلَّفْتَني استثقالا، قال: «كَذَبُوا؛ ولكن إنما خَلَّفْتُكَ لِمَا ورائي؛ فارجع فَاخْلُفْنِي في أهلي؛ أما تَرْضَى أن تكونَ مِنّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نَبِيَّ بعدي»⁣(⁣٢)؟! وعن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «اللهم إنِّي أقولُ كما قال أخي موسى: {وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي ٢٩} «أَخِي عليَّا» {ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي ٣١ وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي ٣٢ كَيۡ نُسَبِّحَكَ كَثِيرٗا ٣٣ وَنَذۡكُرَكَ كَثِيرًا ٣٤ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرٗا ٣٥}⁣[طه: ٣١ - ٣٥]، أخرجه أحمد في المناقب⁣(⁣٣)، والمراد بالأمر [أشركه في أمري] غَيْرَ النبوة كما تقدم، وعنها قالت: هبط جبريل إلى النبي ÷ فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك: عليُّ منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك» انتهى كلام المحب الطبري | [٦٣].

  قلت: وتقدم حديث زيد بن أبي أوفى عند أحمد في المواخاة، وفيه ذكر المنزلة، وأخرجه أحمد بن حنبل أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري⁣(⁣٤). وأخرج ابن جرير من حديث طويل يأتي بطوله إن شاء الله تعالى قصّةً من حديث سعد بن مالك وفيه والخامسة من مناقبه #: أن رسول الله ÷ غدا على ناقته الحمراء


(١) أخرجه مسلم وأبو حاتم، وقد سبق تخريجه.

(٢) سيرة ابن هشام ٤/ ١٦٣، وتاريخ دمشق ٢/ ٣١، وثقات ابن حبان ٢/ ٩٣، والبداية والنهاية ٥/ ١١، وأحمد ٢/ ٧٠٠ برقم ٩٥٤ و ٩٥٦ و ٩٥٧، و ٢/ ٧٠٣ برقم ٩٦٠، و ٢/ ٧٣٢ برقم ١٠٠٥، ١٠٠٦، و ٢/ ٧٥٥ برقم ١٠٤١، و ٢/ ٧٥٧ برقم ١٠٤٥، و ٢/ ٧٨٥ برقم ١٠٧٩ بروايات مختلفة.

(٣) فضائل الصحابة ٢/ ٨٤٣ رقم ١١٥٨.

(٤) مسند أحمد ٥/ ٩٩ برقم ١٤٦٤٤.