وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:
  عَليًّا في غزوة تبوك فقال: يا رسولَ اللهِ خَلَّفْتَني في النِّسَاءِ وَالصَّبْيَانِ؟! فقال: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمنزلة هارون من موسى إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي»(١). وفي رواية أخرجها ابن إسحاق أن النَّبِيَّ ÷ لَمَّا نزل الجُرُفَ طَعَنَ رِجَالٌ من المنافقين في إِمْرَةِ علي وقالوا: إنما خلفه استثقالا؛ فخرج عليُّ فحمل سلاحه حتى أتى النبي ÷ في الجحرفِ، فَقَالَ: يا رسول الله ما تَخَلَّفْتُ عنك في غزوة قَطُّ قبل هذه! قد زَعَمَ ناس من المنافقين أنك خَلَّفْتَني استثقالا، قال: «كَذَبُوا؛ ولكن إنما خَلَّفْتُكَ لِمَا ورائي؛ فارجع فَاخْلُفْنِي في أهلي؛ أما تَرْضَى أن تكونَ مِنّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نَبِيَّ بعدي»(٢)؟! وعن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «اللهم إنِّي أقولُ كما قال أخي موسى: {وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي ٢٩} «أَخِي عليَّا» {ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي ٣١ وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي ٣٢ كَيۡ نُسَبِّحَكَ كَثِيرٗا ٣٣ وَنَذۡكُرَكَ كَثِيرًا ٣٤ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرٗا ٣٥}[طه: ٣١ - ٣٥]، أخرجه أحمد في المناقب(٣)، والمراد بالأمر [أشركه في أمري] غَيْرَ النبوة كما تقدم، وعنها قالت: هبط جبريل إلى النبي ÷ فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك: عليُّ منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك» انتهى كلام المحب الطبري | [٦٣].
  قلت: وتقدم حديث زيد بن أبي أوفى عند أحمد في المواخاة، وفيه ذكر المنزلة، وأخرجه أحمد بن حنبل أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري(٤). وأخرج ابن جرير من حديث طويل يأتي بطوله إن شاء الله تعالى قصّةً من حديث سعد بن مالك وفيه والخامسة من مناقبه #: أن رسول الله ÷ غدا على ناقته الحمراء
(١) أخرجه مسلم وأبو حاتم، وقد سبق تخريجه.
(٢) سيرة ابن هشام ٤/ ١٦٣، وتاريخ دمشق ٢/ ٣١، وثقات ابن حبان ٢/ ٩٣، والبداية والنهاية ٥/ ١١، وأحمد ٢/ ٧٠٠ برقم ٩٥٤ و ٩٥٦ و ٩٥٧، و ٢/ ٧٠٣ برقم ٩٦٠، و ٢/ ٧٣٢ برقم ١٠٠٥، ١٠٠٦، و ٢/ ٧٥٥ برقم ١٠٤١، و ٢/ ٧٥٧ برقم ١٠٤٥، و ٢/ ٧٨٥ برقم ١٠٧٩ بروايات مختلفة.
(٣) فضائل الصحابة ٢/ ٨٤٣ رقم ١١٥٨.
(٤) مسند أحمد ٥/ ٩٩ برقم ١٤٦٤٤.