أَقْوَامٌ حَتَّى يَدْخُلُوا النَّارَ فِي بُغْضى»⁣^(⁣١).

  وفي الجامع الكبير للحافظ السيوطي في مسند علي # قال: دعاني رسول الله ÷، فقال: يَا عَلِيُّ إِنَّ فِيكَ مِنْ عِيسَى مَثَلًا: أَبْغَضَتْهُ اليهودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي لَيْسَ بِهَا»، وقال عَلى: «أَلَا وَإِنَّهُ سيهلك في رجلان: مُحِبُّ مُطْرٍ يُقَرِّظُني بما ليس في، ومبغض مفتر يحمله شنئاني على أن يبهتني؛ أَلَا وَإِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ وَلَا يُوحَى إِليَّ، وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللهِ وسنة نبيه ÷ مَا اسْتَطَعْتُ، فما أمرتكم به من طاعة الله فَحَق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم، وما أمرتكم بمعصية أنا أو غيري فلا طاعة لأحد في معصية الله تعالى، إنما الطاعة في المعروف». أخرجه عبد الله بن أحمد، والعقيلي، والدورقي⁣^(⁣٢)، والحاكم، وابن أبي عاصم، وابن شاهين في السنة، وابن الجوزي في الواهيات، وروى ابن جرير صَدْرَة⁣^(⁣٣). وأخرج عبد الله بن أحمد من حديث الشعبي قال: لقيت علقمة، قال: أَتَدْرِي مَا مَثَلُ عَليَّ في هذه الأمة؟ قال: قلت: وما مَثَلُهُ؟ قال: مَثَل عيسى بْنِ مَرْيَمَ: أَحَبَّهُ قَوْمٌ حَتَّى هَلَكُوا فِي حُبِّهِ، وَأَبْغَضَهُ قوم حَتَّى هَلَكُوا فِي بُغْضِهِ⁣^(⁣٤).

  وأخرج عبدالله بن أحمد [السنة ٢١٩] عن أبي مريم قال: قال علي # «اللهم الْعَنْ كُلَّ مُحِبِّ غَالٍ، ومُبْغضِ قَالٍ»، وقد أُخْرِجَ هذا الحديث من عدة طرق عن علي # لا حاجة إلى استيفائها في هذا الشرح. ونقول: هذا الحديث من

(١) فضائل الصحابة ٢/ ٦٩٨ رقم ٩٥٢، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٢٩٧، ومسند أحمد ١/ ٣٣٦ رقم ١٣٧٦، ١٣٧٧، والعلل المتناهية ١/ ٢٢٧.

(٢) أحمد بن إبراهيم، حافظ، مصنف، توفي سنة ٢٤٦. ينظر: سير أعلام النبلاء ١٢/ ١٣٠.

(٣) الجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ١٨٤ برقم ٧٥٨٢، ٧٥٨٣، ومسند أحمد ١/ ٣٣٧ برقم ١٣٧٧، والمستدرك ٣/ ١٢٣، وقال عنه: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢/ ٨٨٨ برقم ١٢٢١ - ١٢٢٢، و ٢/ ٦٩٧ برقم ٩٥١، و ٢/ ٨٣٦ برقم ١١٤٧، و ٢/ ٧٠٥ برقم ٩٦٤، وتاريخ البخاري ٣/ ٢٨٢، وابن المغازلي ١١٠، والذخائر ص ٩٢، والرياض النضرة ٢/ ٢١٧، وكفاية الطالب ١/ ٩٦، وفرائد السمطين ١/ ١٧٢.

(٤) فضائل الصحابة ٢/ ٧١١ رقم ٩٧٤، والاستيعاب ٣/ ٢٢٢ وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٠١، والمستدرك ٣/ ١٤٣، و الخصائص ٢٧، ومجمع الزوائد ٩/ ١٣٣، وصححه المحب في الرياض النضرة ٢/ ٢١٨، وغيرهم.