فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  المساجد أن يذكروا الله فيها، وأَنْ لا نَمْنَعَهُمْ الفَيْء ما دامت أيديهم في أيدينا، وأن لا نقاتلهم حتى يقاتلونا. ذكر الجميع الحافظ السيوطي في الجامع الكبير(١).
  وذكر الفقيه العلامة حميد بن أحمد | في المحاسن [٢٨١]: أن المشهور عن علي # أنه لَمَّا سُئِلَ عن الخوارج أكفارٌ هُمْ؟ قال: مِنَ الكُفْرِ فَرُّوا، فقيل: أمؤمنون هم؟ قال: لو كانوا مؤمنين ما حَارَبَّنَاهُمْ، فقيل: فما هم؟ فقال: إِخْوَانُنَا بالأمس بَغَوْا علينا فَقَاتَلْنَاهُمْ حَتَّى يَفِينُوا إِلَى أَمْرِ الله(٢)، وذُكِرَ أيضًا أنه # مَرَّ بِجَمَاعَةٍ قتلى من أصحاب معاوية فترحم عليهم! فقال له بعض أصحابه: أَتَرَحم عليهم يا أمير المؤمنين؟ قال: إِنَّ اللهَ جَعَلَ قَتَلَنَا لَهُمْ كَفَّارَةٌ!(٣). إذا عرفت هذا فكيف التلفيق بين ما ثبت من نفاقهم، وما ثبت من الترحم عليهم، والنهي عن سبهم؟ قلت: عنه أجوبة:
  الأول: ما نقله الفقيه العلامة عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري ¦ في كتابه الرياض المستطابة [١٩١] عن الإمام الحافظ العلامة إمام العقل والنقل محمد بن إبراهيم الوزير(٤) ¦ مِنْ أَنَّهُ كان بُغْضُ أمير المؤمنين علي # علامة النفاق في صدر الإسلام؛ لأنه كان ثَقِيَّلًا على المنافقين، وكذلك جاء في الأنصار أيضًا أَنَّ بُغْضَهُمْ علامةُ النفاق، وحبهم علامة الإيمان، ويستدل على ذلك بأن الخوارج يبغضونه #، ويكفرونه مع الإجماع على أنهم غير منافقين وإن كان ذنبهم عظيمًا، ومروقهم عن الإسلام منصوص عليه. انتهى(٥).
  الثاني: ما قاله السيد محمد أيضًا من أن النفاق أنواع يقل ويكثر كما أرشد إليه حديث: «ثَلَاثُ مَنْ كُنَّ فِيْهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَمَنْ كَانَ فِيْهِ خَصْلَةٌ مِنْهَا فَفِيْهِ
(١) ١٦/ ١٧٤ رقم ٧٥٤٦ عن أبي عبيد، والبيهقي ٨/ ١٨٤.
(٢) الجامع الكبير ١٦/ ١٧٣ برقم ٧٥٤٥ برواية مقاربة، وعبد الرزاق ١٠/ ١٥٠ رقم ١٨٦٥٦.
(٣) الجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ١٩٨ رقم ٧٦٤٠، وابن عساكر ٣٨/ ٧٧ عن المسيب بن نجبة عن أبيه.
(٤) ولد سنة ٧٧٥ هـ، عالم شهير، مجتهد، توفي سنة ٨٤٠ هـ، وله العواصم والقواصم في الذب عن سنة ابي القاسم، ومختصره الروض الباسم، وغيرهما. ينظر: أعلام المؤلفين الزيدية ص ٨٢٥.
(٥) الروض الباسم ص ١٤٩، والعواصم والقواصم ٣/ ٢٨٩.