الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]

صفحة 209 - الجزء 1

  القبيح؛ وهذا جواب حسن. قال الفقيه حميد | بعد أن سَرَدَ شَيْئًا من الأحاديث الماضية في شرح قول الإمام المنصور بالله #:

  ومَنْ بِهِ يُعْرَفُ حِزْبُ الهُدَى ... وحِزْبُ إِبْلِيسَ اللَّعِينِ الغَوِي⁣(⁣١)

  في الخبر: «أَنَّهُ لا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ ولا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقُ» دلالة على أنه # لا يُقَارِفُ كبيرةً؛ لأنه لو واقعها لم يَجِبْ حُبُّهُ بل يَجِبُ بُعْضُهُ، وكان لا يَكُونُ مُبْغِضُهُ منافقا ولا مقطوعًا بهلاكه، وهذا خلاف النص الشريف؛ فيا للخوارج الويل والنار والخزي والدمار؛ حيث حَكَمُوا بأنه # مِنَ الكفار، وهو الفارق بين الضلال والهدى، والمَجْلُو به غَرَابِيبُ الغِوَايَةِ وَالرَّدَى! وَمَنْ شَهِدَ لَهُ الْمُصْطَفَى بالعصمة لم يَضَعْ مِنْ شَأْنِهِ شَيْئًا ما يَقْذِفُهُ الجاهلُ مِنَ الوَصْمَةِ، فَشَهَادَةُ رَسُولِ الله ÷ له كَافِيَةٌ، وأُمُّ مُعَانِدِهَا هَاوِيَةٌ في الهاوية [المحاسن ٢٦١].

  وأما الثاني: وهو أنه # أحب الخلق إلى الله تعالى بعد رسول الله ÷، وهو أول ما استطردناه في شرح البيت.

  قال المحب الطبري [الذخائر ٦١]: ذَكَرَ أَنَّهُ أَحَبُّ الخلق إلى الله تعالى بعد رسول الله ÷ ثم ساق حديث الطير، وقد قدمناه بطرقه في شرح قوله: (وغَدَاةَ الطَّيْرِ مَنْ شَارَكَهُ ... إلخ). وزَادَ مِنْ حديث ابن عباس ®: أَنَّ عَلِيًّا # دخل على رسول الله ÷ فقام إليه وعانقه وقَبَّلَ بين عينيه؛ فقال له العباس: أَتُحِبُّ هذا يا رسول الله؟ فقال: «وَاللهِ لَلهُ أَشَدُّ حُبًّا لَهُ مِنِّي» أخرجه أبو الخير القزويني [الذخائر ٦٢].

  وأما الثالث: وهو أنه # أَحَبُّ الخَلْقِ إلى رسول الله ÷ فقد قدمنا حديث عائشة عند الترمذي، وحديث معاذة، وحديث معاوية بن ثعلبة⁣(⁣٢).


(١) ومثله قول الإمام علي #: حزبنا حزب الله ø، والفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا. فضائل الصحابة ٢/ ٨٤٤ رقم ١١٦٠، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٤٥٩.

(٢) الحماني، تابعي، أرسل حديثا فذكره الإسماعيلي في الصحابة، وقال: لا أدري له صحبة أم لا، وأخرج له قال: قال ÷: «يَا عَلِيُّ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَني»، وقد ذكر البخاري، وابن عساكر وغيرهما هذا الحديث من رواية معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر. الإصابة ٣/ ٤٩٧ رقم ٨٥٨٥، وأسد الغابة ٥/ ١٩٧، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٠٦.