فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  وأما الرابع: وهو أ أَنَّ اللهَ جَعَلَ له # في القلوب وُدًّا فيما أخرجه الفقيه العلامة ابن المغازلي الشافعي [٢٧٠، ٣٧٥] بسنده إلى ابن عباس قال: أخذ رسول الله ÷ بيدي، وأخذ بيد علي فصلى أربع ركعات، ثم رفع يده إلى السماء فقال: «اللَّهُمَّ سَأَلَكَ موسى بن عمران بِمَسْأَلَةٍ، وأنا محمد أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْرَحَ لِي صَدْرِي، وتُيَسِّرَ لِي أَمْرِي، وتَحْلُلَ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَتَجْعَلَ لِي وَزِيْرًا مِنْ أَهْلِيْ، عَلِيًّا، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وأَشْرِكْهُ في أَمْرِي»، قال ابن عباس: فسمعتُ مناديًا ينادي: يا أحمد قد أوتيت ما سَأَلْتَ؛ فقال النبي ÷: يا أبا الحسن ارفع يدك إلى السماء وادْعُ رَبَّكَ واسْأَلْهُ يُعْطِكَ؛ فرفع علي يده إلى السماء، وهو يقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا، واجْعَلْ لِي عِنْدَكَ وُدًّا»، فأنزل الله على نبيه: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا ٩٦}[مريم: ٩٦](١).
  وقد ثبت أَنَّ مَنْ آذَاهُ # فقد آذى النبي ÷، ومَنْ أَبْغَضَهُ فقد أبغضه، ومَنْ سَبَّهُ فَقَدْ سَبَّهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّهُ، ومَنْ تَوَلَّاهُ فَقَدْ تَوَلَّاهُ، وَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ، وَمَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَاهُ.
  وأخرج أحمد بن حنبل في المناقب عن عمرو بن شاس الأسلمي(٢) - وكان من أصحاب الحديبية - قال: خرجتُ مع علي إلى اليمن فجفاني في سفري حتى وجدتُ في نفسي عليه، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك النبي ÷ فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله ÷ في ناس من أصحابه فلما رآني أَبَدَني(٣) عينيه - يقول: حَدَّدَ إِلَيَّ النَّظَرَ - حتى إذا جلستُ قال: «يا عمرو والله لقد آذيتني»، قلت: أعوذُ باللهِ أَنْ أَوْذِيَكَ يا رسول الله! قال: «مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي»(٤).
(١) مناقب ابن المغازلي ٢٧١ رقم ٣٧٥، وقد روي أن هذه الآية نزلت في علي في شواهد التنزيل ١/ ٣٥٩ رقم ٤٨٩، والطبراني في الأوسط ٥/ ٣٤٨ رقم ٥٥١٦، ومناقب الكوفي ١/ ١٩٤، وينظر الدر المنثور ٤/ ٥١٢.
(٢) ممن شهد الحديبية، وممن اشتهر بالبأس والنجدة، كان شاعرًا مطبوعا. الاستيعاب ٣/ ٢٦٣.
(٣) قال في اللسان ٣/ ٨٢: والرجل إذا رأى ما يستنكره فأدام النظر إليه، يقال: أبده بصره، ويقال: أبد فلان نظره إذا مده، وأبدَدته بصري.
(٤) فضائل الصحابة ٢/ ٧١٦ رقم ٩٨١، ومسند أحمد ٥/ ٤٠٤ رقم ١٥٩٦٠ قال في مجمع الزوائد=