الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]

صفحة 212 - الجزء 1

  يقول: «يَا عَلِيُّ مَنْ فَارَقَنِي فقد فارق الله، ومَنْ فارقك فقد فارقني». أفاد ذلك كله المحب الطبري⁣(⁣١).

  وروى⁣(⁣٢) الإمام المنصور بالله # في الشافي عن الشيخ الحسن بن محمد الرصاص، والشيخ محيي الدين بن أحمد بن الوليد القرشي برواية عن القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى برواية عن أمالي الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الهاروني يبلغ به إلى ابن عباس ¥: أَنه بلغه أَنَّ قَوْمًا يَسُبُّونَ عَليًّا #، فأمر ولده عَلِيًّا فسار به إليهم، وقد كان مكفوفاً فلما بلغ به إليهم قال: أَيُّكُم السَّابُّ الله تعالى؟! قالوا: سبحانَ اللهِ! مَنْ سَبَّ اللهَ فقد أَشْرَكَ، قال: فَأَيُّكُم السَّاب لرسول الله ÷؟! قالوا: سبحان الله! مَنْ سَبَّ رسول الله فقد كَفَرَ، فقال: أَيُّكُم السَّابُّ لِعَلِيِّ بْنِ أبي طالب؟ قالوا: قد كان بعضُ ذلك، قال: أشهد أني سمعت رسول الله ÷ يقول: «مَنْ سَبَّكَ يا عَلِيُّ فقد سَبَّنِي، وَمَنْ سَبَّنِي فقد سَبَّ الله تعالى، ومَنْ سَبَّ الله تعالى أَدْخَلَهُ النَّارَ»! ثُمَّ قال لولده: كيف رأيت القوم؟ فقال:

  نَظَرُوا إِلَيْكَ بِأَعْيُنِ مُحْمَرَّةٍ ... نَظَرَ التُّيوس إلى شِفَارِ الجَازِرِ

  فقال: زدني فداك أبوك فقال:

  نَظَرُوا إِلَيْكَ بِأَعْيُنٍ مُزْوَرَةِ ... نَظَرَ الضَّعِيْفِ إِلَى الْعَزِيزِ الْقَاهِرِ

  فقال: زدني فداك أبوك، فقال: لا أجد، فقال: ولكني أجد:

  أَحْيَاؤُهُمْ خِزْيٌ على أَمْوَاتِهِمْ ... والْمَيِّتُونَ فَضِيْحَةٌ لِلْغَابِرِ⁣(⁣٣)


(١) الذخائر ص ٦٦، والمستدرك ٣/ ١٢٣، ١٤٦، والمغازلي ص ٢١٧ رقم، ٢٨٧، ومختصر زوائد البزار ٢/ ٣١٩ رقم ١٩٣٢، وفضائل الصحابة ٢/ ٧٠٤ رقم ٩٦٢، والطبراني في الكبير ١٢/ ٤٢٣، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٠٧، ومجمع الزوائد ٩/ ١٣٥.

(٢) من هنا ساقط في (ب) إلى قوله: باب علم المصطفى.

(٣) الشافي ٤/ ١٣٧، وأمالي المرشد بالله ١/ ١٣٦، وكفاية الطالب ص.٨٢، ومعجم الشيوخ لابن عساكر ١/ ٢٦٨، والرياض النضرة ٢/ ١٦٦، وينابيع المودة ص ٣٣١، وفرائد السمطين ١/ ٢٤١، وابن المغازلي ص ٣١٢، والمازندراني ٣/ ٢٥٥.