(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)
  عن أبي سعيد(١)، وَهْيَ بَضْعَةٌ مِنْ رسول الله؛ كما أخرجه البخاري عن المسور عنه ÷: «فاطمةُ بَضْعَةٌ مني؛ فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي»(٢)، وَهْيَ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِليه؛ كما أخرجه الترمذي، ومالك(٣) من حديث أسامة بن زيد: «أَحَبُّ أَهْلِي إِلَيَّ فَاطِمَةُ»(٤)، وسُمِّيَتْ فاطمة؛ لما أخرجه الحافظ الدمشقي من حديث علي # قال: قال رسول الله ÷ لفاطمةَ: يا فاطمه أَتَدْرينَ لِمَ سُمِّيت فاطمة؟ قال علي #: يا رسول الله ليم سُمِّيَتْ فَاطِمَةَ؟ قال ÷: «إِنَّ اللهَ فَطَمَهَا وبَيْهَا عَن النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(٥).
  والبيتُ مُشْتَمِل على الإشارة إلى ما أكرم اللهُ وَصِيَّ رسوله ÷ بتخصيصه بالتزويج بابنة أكرم خلقِ اللهِ، وقَدْ ثَبَتَ أن ذلك كان بأمر الله؛ كما أفاده المحب الطبري في ذخائر [٣٢]؛ حيث ذَكَرَ أَنَّ تَزْوِيْجَ فاطمة عليًّا # كان بأمر الله ø ووحي منه(٦).
  وروي عن أنس بن مالك قال: خطب أبو بكر إلى النبي ÷ بنته فاطمة، فقال رسول الله ÷: لَمْ يَنْزِلِ القَضَاءُ بَعْدُ، ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ مع عدة من قريش كُلُّهُمْ يقول له ÷ مِثْلَ قَوْلِهِ لأبي بكر؛ فقيل لعلي #: لو خطبت إلى النَّبِيِّ ÷ لَخَلِيقُ أَنْ يُزَوِّجَكَ، قال: وكيف وقد خَطَبَهَا أشرافُ قريش فَلَمْ يُزَوِّجْهَا؟ قال:
(١) الحاكم ٣/ ٣٨ رقم ٢٦١٠، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ١٤٥ رقم ٨٥١٤ وغيرهما.
(٢) البخاري ٣/ ١٣٦١ رقم ٣٥١٠، و ٣/ ١٣٦٤ رقم ٣٥٢٣، و ٣/ ١٣٧٤ رقم ٣٥٥٦، ومسلم ٤/ ١٩٠٢ رقم ٢٤٤٩، والترمذي ٥/ ٦٥٦ رقم ٣٨٦٩، وفتح الباري ٧/ ٩٧ رقم ٣٧١٤، والذخائر ص ٣٨، وفضائل الصحابة ٢/ ٩٤٤ رقم ١٣٢٣، ١٣٢٤، ١٣٢٧، والحاكم ٣/ ١٥٨، ١٥٩.
(٣) لعل «مالك» تصحيف من الحاكم؛ لأن الكاف عند السيوطي رمز للحاكم.
(٤) الترمذي ٥/ ٦٣٦ رقم ٣٨١٩، وأبو داود ٣/ ٣٩٤ رقم ٢٩٨٨، والحاكم ٣/ ١٥٥، والطبراني في الكبير ٢٢/ ٤٠٣ رقم ١٠٠٧.
(٥) لعل المراد ببنيها الطبقة الأولى قطعًا، وربما الثانية؛ للقطع بصلاح ظاهرهم وباطنهم، والحديث في ذخائر العقبي عن الحافظ الدمشقي ص ٢٦ ونحوه الحاكم ٣/ ١٥٢، وابن المغازلي ٢٨٦ رقم ٤٠٣، والإمام علي بن موسى في صحيفته ص ٤٥٩.
(٦) مجمع الزوائد ٩/ ٢١١، وتاريخ ابن عساكر ٤٢/ ١٢٨، وفرائد السمطين ١/ ٩٠، وتاريخ بغداد ٤/ ١٢٨، وتاريخ دمشق ٥٢/ ٤٤٥.