الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر كرامات من كراماته #:

صفحة 303 - الجزء 1

  أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ}⁣[الشورى: ٢٣]، قال: ولما قُدِمَ بِرَأْسِ الحسينِ صَاحَتْ نِسَاء بني هاشم، فقال مروان⁣(⁣١):

  عَجَّتْ نِسَاءُ بَنِي زِيَادٍ عَجَّةً ... كَعَجِيْجَ نِسْوَتِنَا غَدَاةَ الْأَرْنَبِ⁣(⁣٢)

  قلتُ: رُوَيْدَكَ يا مروان حتى تَعْلَمَ مَنْ يَعْقُ غَدًا حين يَشْتَدُّ غَضَبُ الدَّيَّانِ، وَمَنْ يَدْعُو ثُبُورًا كَثِيرًا في طبقاتِ النَّيْرَانِ قال وأنا أقول قَوْلًا هُوَ الإيمانُ: هَنِيئًا لك الشَّمَاتَةُ برسول الله ÷ يا مروان! ثم قال: يا عِبَادَ الله اعجبوا من هؤلاء الملاعين؛ إِذْ قَتَلُوا الحسين بن فاطمةَ وَلَد رسولِ اللهِ ÷، ثُمَّ أَكَبُوا في شمالهم على شُرب شَمُولِهِمْ!⁣(⁣٣) تَعْسًا لشيوخهم وكهولهم! أفي صَلاتِهِمْ يُصَلُّونَ على محمد وآله، ثم يَمْنَعُونَهُ شُرِبَ نُطْفَةٍ من الفُرَاتِ وزُلالِهِ؟! ويَجْتَمِعُونَ على قَتْلِهِ وَقِتَالِهِ! ويَذْبَحُونَهُ ولا يَسْتَحْيُونَ مِنْ نُورٍ شَيْبَتِهِ وجَمَالِهِ! أَمَا واللهِ إِنَّ حَقَّ رسول الله ÷ على أُمَّتِهِ أَنْ يُعَلِّمُوا تُرْبَ نَعْلِ قَدَمِهِ، بَلْ تُرْبَ نَعْلِ خَادِمٍ مِنْ خَدَمِهِ! وليت شِعْرِي ما اعْتِدَارُ هؤلاء الأشرار، في قتل هؤلاء الأخيار، عند محمد المختارِ؟! {يَوۡمَ لَا يَنفَعُ ٱلظَّٰلِمِينَ مَعۡذِرَتُهُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ٥٢}⁣[غافر: ٥٢]! وقد سَلَّط الله عليهم المختارَ، فَقَتَلَهُمْ وَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ [الروض الباسم ٢/ ٣٩، ٤٠].


(١) المتمثل بهذا البيت هو عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق، والبيت لـ عمرو بن معدي كرب الزبيدي، ومعنى البيت لما قتلوا منا صاحت نساؤنا، فلما قتلنا منهم حولنا الصياح والنياح إلى نسائهم، والأرنب: موضع. ينظر أمالي القالي ١/ ١٢٦.

(٢) تاريخ الطبري ٥/ ٤٦٦، والمستقصى في الأمثال ٢/ ٤١٦، وما أَحسَنَ قَوْلَ الطُّغُرَائي إذ يقول:

حُبُّ اليهود لآلِ مُوسَى ظَاهِرٌ ... وَوَلَاؤُهُمْ لِبَنِي أخيه بادي

وَإِمَامُهُمْ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الأُلَى ... بهم اقتدوا ولكل قوم هادي

وَأَرَى النَّصَارَى يُكْرِمُونَ مَوَدَّةً ... لنبيهم نجرا من الأعواد

وَإِذَا تَوَلَّى آلَ أَحْمد مسلم ... قتلوه أو وسموه بالإلحاد

هَذَا هُوَ الدَّاءُ العَيَاءُ بِمِثْلِهِ ... ضلت خلوم حواضر وبوادي

(٣) في (ب): (في سِمَالِهِم على شُرْبِ شَمُولِهِمْ): غَدِيرٌ مَشْمُولٌ، تَضْرِبُهُ رِيحُ الشِّمَالِ حَتَّى يَبْرُدَ، ومنه قيل للخمر مشمولة إذا كانت بَارِدَةَ الطَّعْمِ. المختار ٣٤٧.