الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر كرامات من كراماته #:

صفحة 304 - الجزء 1

  هذا ما أوردنا من الإشارة إلى أحوال هَذَيْنِ الإِمَامَيْنِ رَيْحَانَتَي الرَّسُولِ، وَثَمَرَةِ فُؤَادِ الوصي والبتول؛ إِفَادَةً لِمَا أُشير إليه في البيتين، وإِنْ كَانَتِ الْأَسْفَارُ الكِبَارُ لا تَسْتَوفي ما في حَقٌّ هذين الإمامين سلام الله عليهما ورضوانه، قوله حفظه الله:

  ٤٩ - وَبِهِ بَاهَلَ طَدَ إِذْ أَتَى ... وَفَدُ نَجْرَانَ إِذَا كُنْتَ غَبْيَّا

  ٥٠ - وَإِذَا سَمَّاهُ طَعَ نَفْسَهُ ... يَا لَهُ تَجَدَا بِهِ خُصٌ سَمِيًّا

  ٥١ - وَبِسِبْطَيْهِ وَبِالزَّهْرَا كَمَا ... ذِكْرُهُم فِي الذِّكْرِ قَدْ جَاءَ جَليًّا

  قوله: (وبه) أي: وبأمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة، وتَقْدِيمُ الطَّرْفِ ليس للحصر، بل للاهتمام، وإصلاح النظام؛ إذ الْمُبَاهَلَة كانت به #، وبالبتول، والسبطين @، كما تَصِفُهُ لك الرواية، ويَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ تَقْدِيمُهُ للحَصْرِ الإِضَافِي: أي بَاهَلَ بعلي # لا بغيره من الناس من الصحابة كما أراده من قال:

  بِمَنْ بَاهَلَ اللهُ أَعْدَاءَهُ ... وكَانَ الرَّسُولُ بِهِ أَبْهَلا

  وهَذَا الكِتَابُ وَإِعْجَازُهُ ... عَلَى مَنْ؟ وفِي بَيْتِ مَنْ أُنْزِلَا؟

  الْمُبَاهَلَةُ: مِنَ الْبُهْلَةِ بالضم والفتح، وهي اللعنة، وأراد - حماه الله تعالى - بِبَاهَل: الْمُبَاهَلَةُ، وخرج ÷ بِوَصِيَّهِ، ووَلَدَيْهِ، وابنته $؛ لِأَجْلِهَا، لَا أَنَّهُ بَاهَلَ حَقِيقَةٌ؛ لِمَا يأْتِي مِنْ عُدُولِ وَفْدِ نَجْرَانَ عَن الْمُبَاهَلَةِ إلى الْمُصَالَحَةِ، وقوله: (وَقَدُ نَجْرَانَ): سيأتي ذلك في شرح القصة، وقوله: (وإذا سَمَّاهُ طَهَ نَفْسَهُ): إشارة إلى قوله تعالى: {وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ}، فإنه سيأتي ما يَدُلُّ على أنه أُريد به علي #، وأَسْنَدَ تَسْمِيَتَهُ بذلك إلى رسول الله ÷، لأنه ÷ الْمُخْبِرُ عن الله تعالى، وإن كانت التسمية منه تعالى، وقد ثبت أنه ÷ سَمَّى الوَصِيَّ # نَفْسَهُ في أحاديث منها: ما أخرج عبد الرزاق في جامعه، وأبو النمري، وابن السمان، عن المطلب بن عبدالله بن حَنْطَبَ قال: قال رسول الله ÷ لوفد ثقيف حين جاؤوه: لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ عليكم رجلًا مِنِّي، أَوْ قال: مِثْلَ نَفْسِي، فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ، ولَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَكُمْ، وَلَيَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ! قال عمر: فوالله ما تمنيتُ الإِمَارَةَ إِلا يَوْمَئِذٍ! فَجَعَلْتُ أَنصِبُ صَدْرِي رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ: هو