الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر كرامات من كراماته #:

صفحة 310 - الجزء 1

  وأخرج أحمد في المناقب، عن عمرو بن قيس⁣(⁣١) قال: قيل لعلي #: يا أمير المؤمنين لِمَ تَرْقَعُ قَمِيصَكَ؟ قال: يَخْشَعُ الْقَلْبُ، ويَقْتَدِي بِي الْمُؤْمِنُ⁣(⁣٢).

  وأخرج أحمد أيضًا، عن زيد بن وهب⁣(⁣٣) أَنَّ الجَعْدَ بن بعجة⁣(⁣٤) عَابَ عَلِيًّا فِي لُبْسِهِ، فقال: مَالَكَ وَلِلَبُوسِي!؟ إِنَّ لَبُوسِي أَبْعَدُ في الكِبْرِ، وأَجْدَرُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ الْمُسْلِمُ⁣(⁣٥).

  وأخرج أحمد [فضائل الصحابة ١/ ٦٧٢ رقم ٩١٨] أيضًا، عن الضحاك بن عمير قال: رأيتُ قميص علي بن أبي طالب الذي أصيبَ فِيهِ: كِرْبَاسَ سُنبُلَانِي⁣(⁣٦)، ورأيتُ أَثَرَ دَمِهِ فِيهِ كَأَنَّهُ دُرْدِيُّ⁣(⁣٧) الكِرْبَاس: القطن، والسنبلاني: سَابِعُ الطُّولِ.

  وأخرج أحمد أيضًا عن حَبَّةَ العُرَنِي أَنَّ عَلِيًّا # أُتِيَ بِفَالُوذَج [حلوى]، فقال: واللهِ إِنَّكَ لَطَيِّبُ الرِّيحِ، حَسَنُ اللَّوْنِ، طَيْبُ الطَّعْمِ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُعَوَّدَ نَفْسِي مَا لَمْ تَعْتَدْ! أفاد هذا كله محب الدين الطبري ¦(⁣٨). ومن الإعراض عنِ الدُّنْيا أنه كان # لا يرى للدنيا مِقْدَارًا، ويُؤْثِرُ بِهَا عَلَى خَصَاصَتِهِ!

  أخرج الواحدي من حديث ابن عباس ¥ في تفسير قوله تعالى: {وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨}⁣[الإنسان: ٨]، قال: أَخَرَ عَلى نَفْسَهُ


(١) الملائي الكوفي، أبو عبد الله، وثقه ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي وغيرهم، متعبد، روى له البخاري في الأدب والباقون. تهذيب الكمال ٢٢/ ٢٠٠.

(٢) حلية الأولياء ١/ ١٢٤ رقم ٢٥٤، وفضائل الصحابة ١/ ٦٥٩ رقم ٨٩٣، وابن سعد ٣/ ٢٨.

(٣) الجهني، أبو سليمان الكوفي، رحل إلى النبي ÷ فقبض وهو في الطريق، وثقه ابن معين وغيره، توفي سنة ٩٦ هـ. روى له الجماعة. تهذيب الكمال ١٠/ ١١١.

(٤) الجعد بن بعجة رجل من رؤوس الخوارج في البصرة، وليس له ذكر إلا في هذه الرواية.

(٥) فضائل الصحابة ١/ ٦٦٧ رقم ٩٠٨، والذخائر ١٠٢، ومسند أحمد بن حنبل ١/ ١٩٧ رقم ٧٠٣، وحلية الأولياء ١/ ١٢٤ رقم ٢٥٣.

(٦) تصحف في نسخ الروضة بلفظ سيلاني، وفي القاموس ١٣١٤ وشرحه قميص سنبلاني بالضم - أي سابغ الطول، أو هو منسوب إلى بلد بالروم. وفي (ب): سبنلاني، وهو الأصح.

(٧) دُرْدِيُّ الزيت وغيره: ما يبقى في أسفله، وأصله ما يركد أسفل كل مائع كالأشربة والأدهان. اللسان ٣/ ١٦٦.

(٨) ذخائر العقبي ص ١٠٠ - ١٠٢، وفضائل الصحابة ١/ ٦٥٩ رقم ٨٩٤، وحلية الأولياء ١/ ١٢٣ رقم ٢٤٨، ومناقب آل أبي طالب ٢/ ١١٥، والجامع الكبير ١٦/ ٢٧٩ رقم ٧٩٥٨، ٧٩٥٩، ومصنف ابن أبي شيبة ٧/ ١٠١ رقم ٣٤٥٠٥.