ذكر كرامات من كراماته #:
  يَسْقِي نَخْلًا بِشَيْءٍ مِنْ شَعِيرٍ لَيْلَةً حتى أصبح، فلما أصبح قَبَضَ الشَّعِيرَ، وَطَحَنَ منه، وجعلوا منه شَيْئًا لِيَأْكُلُوهُ يُقَالُ له خَزِيْرَةُ دَقِيْقٍ بِلَا دُهْنِ، فَلَمَّا تَمَّ إِنْضَاجُهُ أَتَاهُ مِسْكِينُ فَأَطْعَمَهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ صَنَعُوا الثَّلُثَ الثَّانِي فَلَمَّا تَمَّ إِنْضَاجُهُ أَتَاهُ يَتِيمٌ، فَسَأَلَ فَأَطْعَمُوهُ، ثم صَنَعُوا الثَّلُثَ البَاقِي فَلَمَّا تَمَّ إِنضَاجُهُ أَتَاهُ أَسِيرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فأطعموه إيَّاهُ، وطَوَوْا يَوْمَهُمْ فَنَزَلَتْ(١)!.
  وأخرج ابن السمان في الموافقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أَنَّ عمر أَقْطَعَ عَلِيًّا أَرْضًا بِيَنْبُعَ، ثم اشترى عَلِيٌّ أَرْضًا إلى جَنْبِ قَطْعِهِ، فحفر فيها عَيْنًا، فبينما هم يعملون فيها إذا انفجر عليهم منها مثل عنق الجزور من الماء، فَأُتِيَ عَليٌّ # فَبُشِّرَ بذلك، فقال: بَشِّرُوا الوَارِثَ، ثم تَصَدَّقَ بها على الفقراء، والمساكين، وابن السبيل، وفي سبيل الله؛ لِيَوْمٍ تَبْيَضُ فيه وُجُوهُ وتَسْوَدُّ فيه وجوهُ؛ وَلِيَصْرِفَ اللهُ بها وَجْهَهُ عن النار، ولِيَصْرِفَ النَّارَ عن وَجْهِهِ(٢).
  وأخرج أبو عبيد عن عنترة(٣) قال: أتيتُ عَلِيَّا ¥ يَوْمًا فجاءه قنبر، فقال: يا أمير المؤمنين إنك رَجُلٌ لا تَلِينُ(٤) شَيْئًا، وإِنَّ لأهل بيتك في هذا المال نَصِيبًا، وقد خَبَّأْتُ لك خَبِيئةً؛ قال: وما هي؟ قال: فَانْطَلِقْ فَانْظُرْ مَا هِيَ! قال: فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا فِيه جِرَابُ مَمْلُوءَ(٥) آنِيَةَ ذَهَبٍ فِضَّةٍ فَلَمَّا رَأَىهَا عَلَي # قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، لقد أَرَدْتَ أَنْ تُدْخِلَ بَيْنِي نَارًا عَظِيمَةٌ، ثم جعل يَزِنُهَا ويُعْطِي كُلَّ عَرِيفِ(٦) مِنهَا حِصَّتَهُ، وقال:
(١) أسباب النزول للواحدي ص ٢٥١، وذخائر العقبى ص ١٠١.
(٢) أسباب النزول للواحدي ص ٢٥١ - ٢٥٢، وذخائر العقبى ص ١٠٣.
(٣) عنترة بن عبد الرحمن الشيباني، تابعي، وثقه أبو زرعة، وغيره، روى له النسائي حديثا واحدا. تهذيب الكمال ٢٢/ ٤٢٣، وثقات ابن حبان ٧/ ٣٠٣.
(٤) أي لا تبغي شيئًا. وفي الأموال ٢٧٤: لا تليق، ومعناها لا يستقر بها شيئًا.
(٥) في نسخ من الروضة: جرار، وفي الأموال: باسنة مملوءة ... والباسنة: كالجوالق غليظ يتخذ من مشاقة الكتان. لسان العرب ١٣/ ٥٢.
(٦) في الأمول: ويعطي كل عريف، والعريف القائم بأمور الجماعة من الناس. لسان العرب ٩/ ٢٣٨. =