مقدمة المؤلف
  كعب بن زهير في مدح الأنصار:
  ضَرَبُوا عَلِيًّا يَوْمَ بَدْرٍ ضَرْبَةٌ ... دَانَتْ لِوَقْعَتِهَا جَمِيعُ نِزَارِ
  قال في شرح السيرة: إن المراد بنو على وهم قريش؛ لأنهم أبناء كِنَانَةَ(١).
  قال المحب الطبري ¦ [٥٦]: لم يزل اسمه عَليًّا في الجاهلية والإسلام، وكان يكنى أبا الحسن، وسماه رسول الله ÷ صديقا. عن مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ(٢) قالت: سمعت عَليًّا على منبر البصرة يقول: «أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ»(٣) أخرجه ابن قتيبة(٤)، وعن أبي ذر قال سمعت النبي ÷ يقول لعلي: «أَنْتَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، وَأَنْتَ الْفَارُوقُ الَّذِي يَفْرُقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَنْتَ يَعْسُوبُ الدِّينِ»(٥).
  وروى أحمد بن حنبل في كتاب المناقب أن النبي ÷ قال: «الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال: {يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٢٠}[يس: ٢٠]، وَحِزقيل مؤمنُ آلِ فرعونَ الذي قال: {أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ}[غافر: ٢٨]، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم، وَكَنَاهُ رسول الله ÷ بأبي الريحانتين»(٦).
(١) سيرة ابن هشام ٤/ ١٥٨، وشرحها لأبي ذر بن محمد بن مسعود الخشني ٤٢٠، قال: يريد علي بن مسعود بن مازن الغساني، وإليه تنسب بنو كنانة؛ لأنه كفل ولد أخيه عبد مناة بن كنانة بعد وفاته؛ فنُسِبُوا إليه.
(٢) هي معاذة بنت عبد الله العَدَوِيَّةُ؛ أم الصهباء البصرية، كانت من العابدات، تابعية، ذكرها ابن معين وابن حبان في الثقات ٥/ ٤٦٦، وتهذيب التهذيب ١٢/ ٤٠١، وتهذيب الكمال ٣٥/ ٣٠٨.
(٣) في المعارف ١٦٩، وتاريخ دمشق، وغيرها من طريق عباد بن عبد الله عن علي، وتاريخ الطبري ٢/ ٣١٠، والكامل لابن الأثير ٢/ ٣٧، ومصنف ابن أبي شيبة ٦/ ٣٦٨ رقم ٣٢٠٨٤، وفرائد السمطين ١/ ١٤٠، وخصائص النسائي ص ٢٩، وابن ماجة ١/ ٤٤ رقم ١٢٠، والحاكم في المستدرك ٣/ ١٢٢، وذخائر العقبى ٥٦، وأحمد في المناقب ٢/ ٧٢٥ برقم ٩٩٣.
(٤) عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، محدث، مصنف، مكثر، توفي سنة ٢٧٦، وله غريب القرآن، وغريب الحديث، والمعارف، وغيرها. سيرا أعلام النبلاء ١٣/ ٢٩٦.
(٥) أمالي المرشد بالله ١/ ١٤٤، والمعجم الكبير للطبراني ٦/ ٢٦٩ رقم ٦١٨٥، ومختصر مسند البزار ٢/ ٣٠١ رقم ١٨٩٨. وقال في مجمع الزوائد ٩/ ١٠٢: رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده، وقال فيه: «أنت أول من آمن بي» وقال فيه: «والمال يعسوب الكفار»، وفيه عمرو بن سعيد المعري وهو ضعيف، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٤١، والمستدرك ٣/ ١٣٧.
(٦) فضائل الصحابة ٢/ ٧٧٧ برقم ١٠٧٢، ٢/ ٨١٤ برقم ١١١٧، وابن عساكر ٤٢/ ٤٣، ٣١٤، وأمالي =