ذكر أنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله ÷ على تنزيله
  عَهْدٌ مَعْهُودٌ، وقَضَاءُ مقضي، وقد خاب من افترى(١).
  وأخرج أحمد، عن عبد الله بن سَبع قال: خَطَبَنَا علي # فقال: والذي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ! فقال الناسُ: فَأَعْلِمْنَا مَنْ هُوَ؟ لَنَبْتُرَنَّهُ بَتْرًا، أَوْ لَتَبْتُرَنَّ عَشِيْرَتَهُ، قال: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ أَنْ يُقْتَلَ فِي غَيْرُ قَاتِلِي! وكان قد عَرَفَ # أَنَّ قَاتِلَهُ ابْنُ مُلْجَم لعنه الله!(٢).
  وأخرج ابن عساكر، عن مسكين بن عبدالعزيز العبدي، أنه سمع أباه يقول: جاء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله إلى علي # يَسْتَحْمِلُهُ فَحَمَلَهُ، ثم قال: أَمَا إِنَّ هَذَا قَاتِلِي! فقيل: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟ قال: إنه لم يَقْتُلْنِي بَعْدُ! وقيل له: إِنَّ ابْنَ ملجم قَدْ سَمَّ سَيْفًا، ويقول: إنه سيقتلك به قِتْلَةً يتحدث بها العرب؛ فبعث إليه وقال: لِمَ تَسُمَّ سَيْفَكَ؟ قال: لعدوي وعدوك؛ فَخَلَّى عنه وقال: ما قتلني بعد! قال أبو الفرج الأصبهاني: ورُوِيَ لنا مِنْ طُرُقٍ أَنَّ عَلِيًّا # أَعْطَى النَّاسَ، فلما بلغ إلى ابن ملجم أعطاه، وقال:
  أُرِيدُ حَيَاتَهُ ويُرِيدُ قَتْلِي ... عَذِيْرَكَ مِنْ خَلِيْلِكَ مِنْ مُرَادِ(٣)
  وفي الجامع الكبير، عن معاوية الحضرمي، قال: عُرِضَ عَلَى عَلِيَّ الخيلُ فَمَرَّ عليه ابن ملجم، فسأله عن اسمه أو قال عن نسبه، فانتمى إلى غير أبيه! فقال له: كَذَبْتَ، حتى انتمى إلى أبيه، فقال: صَدَقْتَ! أَمَا إِنَّ رسولَ اللَّهِ ÷ حَدَّثَنِي أَنَّ قَاتِلي شبه اليهود، وهو يَهُودِي فَامْضِة! أخرجه ابن عدي، وابن عساكر(٤).
  وأما ما حَمَلَ الأشقى على قَتْل الوَصِيُّ كَرَّمَ الله وجهه فهو ما ذكره الزبير بن بكار، قال: كان مَنْ بقي من الخوارج تعاقدوا على قتل علي #، ومعاوية،
(١) أحمد في فضائل الصحابة ١/ ٦٦٧ برقم ٩٠٨.
(٢) أحمد في فضائل الصحابة ٢/ ٨٨٢ رقم ١٢١١، والجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٢٨٢ رقم ٧٩٦٧.
(٣) الجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٢٨٤ رقم ٧٩٧٧، والاستيعاب ٣/ ٢٢٠. يقال: عَذِيرَكَ من فلان بالنصب أي هات من يَعْذِرُكِ، والعذيرُ: النصير، يقال: مَنْ عذيري من فلان، أي من نصيري، وعذيرُ الرجل ما يَرُومُ وما يحاول مما يُعْذَرُ عليه ... والعذير العاذر. لسان العرب ٤/ ٥٤٨.
(٤) الجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٢٨٧ رقم ٧٩٩١، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٥٤.