ذكر أنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله ÷ على تنزيله
  فقال: دَعُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ نَوَائِحُ ... إلى آخره، فضربه ابن ملجم لعنه الله، فَقُلْتُ: يا أمير المؤمنين خَلّ بيننا وبين مُرَادٍ فلا تقوم لهم ثَاغِيةٌ ولا رَاغِيةٌ أَبَدًا! قال: لا، ولَكِنِ احْبِسُوا الرَّجُلَ: فَإِنْ أَنَا مِتُّ فَاقْتُلُوهُ، وَإِنْ أَعِشْ فَالجُرُوحُ قِصَاصُ. الثاغية: الشاة والراغية البعير(١).
  وفي الجامع الكبير قال: لما كَانَتِ اللَّيْلَةُ التي أُصِيب فيها عَلي # أتاه ابْنُ التياح حين طلع الفجر يُؤْذِنُهُ بصلاة الفجر، وهو مُضْطَجِعُ فَتَثَاقَل! فعاد إليه الثانية وهو كذلك! ثُمَّ عاد الثالثة فقام وهو يقول:
  اشْدُدْ حَيَازِيْمَكَ لِلْمَوْتِ ... فَإِنَّ الْمَوْتَ لَا قِيْكَا
  وَلَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوتِ ... إِذَا حلَّ بِوَادِيْكَا
  فلما بلغ الباب الصغير شَدَّ عليه ابن ملجم لعنه الله فضربه(٢).
  وفي الجامع الكبير، عن عثمان بن المغيرة، قال: لَمَّا دخل رمضان كان علي # يُفْطِرُ ليلةً عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلةً عند عبد الله بن جعفر، لا يزيد على ثلاثِ لُقَم يقول: يأتيني أَمْرُ الله وأنا خَميصُ! فإنما هي ليلة أو ليلتان؛ فَأُصِيْبَ من آخِرِ اللَّيْلِ! أخرجه يعقوب بن سفيان(٣).
  وأخرج أبو داود في القَدَرِ من حديث قتادة: إِنَّ آخِرَ ليلةٍ أَتَتْ على عَليٍّ # جَعَلَ لا يَسْتَقِرُّ؛ فَارْتَابَ أَهْلُهُ؛ فَجَعَلَ يَدُس بعضهم إلى بعض، فاجتمعوا فناشدوه؛ فقال: إنه ليس مِنْ عَبْدِ إلا ومَعَهُ مَلَكَانِ يَدْفَعَانِ عنه، ما لم يُقَدَّر، أو قال: ما لم يَأْتِ القَدَرُ، فَإِذَا أَتَى القَدَرُ خُلِّيَ بينه وبين الْمُقَدَّرِ! ثم خرج إلى المسجد فَقُتِل(٤). قال أبو الفرج الأصبهاني: وجُمِعَ له # الأطباء الكوفة، فلم يكن منهم أَعْلَمَ بِجُرْحِهِ مِنْ عمرو بن هانئ السَّكُونِي، وكان مُتَطَيِّبًا يعالج الجراحات، فلما
(١) فضائل الصحابة ٢/ ٦٩١ رقم ٩٤٤، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٥٥.
(٢) الجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٢٨٧ رقم ٧٩٩٤، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٥٥.
(٣) الجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٢٨٧ رقم ٧٩٩٢، وأسد الغابة ٤/ ١١١، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٥٦.
(٤) أبو داود في القدر، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٥٣، وينظر كنز العمال ٢٩/ ٣٤٠ رقم ٣٢٢٩٦.