الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر بني أمية وقصدهم هدم مناقب أمير المؤمنين #

صفحة 386 - الجزء 1

  الثامنة: القَرَابَةُ من سيد الأولين والآخرين؛ فقد ثبتت له القرابةُ بِطَرَفَيْهَا مِن النَّسَبِ والصهر، وثبت له ما لم يَثْبُتْ لِبَشَرِ سِوَاهُ: وهو كَوْنُ أولادِ الرسول ÷ من صُلْبِهِ.

  التاسعة: عَدَمُ الْمَخَافَةِ في أَمْرِ اللهِ لَوْمَةَ لائِم: كما قال تعالى في صِفَةِ مَنْ يأتي بهم من المؤمنين: {وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ}⁣[المائدة: ٥٤]، فقد ثبت عنه في ذلك ما تقصر عنه العبارات! وناهيك به قوله #: ما تَرَكَ الْحَقُّ لِي صَدِيقًا⁣(⁣١).

  وتَرْجَمَ المحب الطبري | على شدته في دين الله، وذكر حديث البخاري، ومسلم، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي #: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷ حَدِيثًا فَوَاللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ على رسول الله ÷ وفي رواية: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عليه ما لم يَقُل⁣(⁣٢).

  وأخرج أحمد، عن أبي سعيد ¥ قال: اشْتَكَى الناسُ عَلِيًّا يومًا؛ فقام رسول الله ÷ فينا خَطِيبًا، فَسَمِعْتُهُ يقول: أيها الناسُ لا تَشْكُوا عَلِيًّا فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَخْشَنُ في ذَاتِ اللهِ، أَوْ قَالَ فِي سَبِيلِ اللهِ⁣(⁣٣).

  وعن كعب بن عُجْرَةَ قال: قال رسول الله ÷: «إِنَّ عَلِيًّا مُخْشَوْشِنُ فِي ذَاتِ اللَّهِ»، أخرجه أبو عمر [الاستيعاب ٣/ ٢١٣] اخْشَوْشَنَ: أَي اشْتَدَّتْ خُشُونَتُهُ، وَالْأَخْشَنُ: مِثْلُ الخشن قاله الجوهري [٢/ ٣٧٠]. وجَوَابُهُ # على أخيه عقيل، وإحماؤُه الحديد في طلبه


= نهج البلاغة ٦٠٦ رقم ٤٥ فسلام الله عليه ورحمته وبركاته يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حيا، فلو عاد إلينا لنخبره أن مطبخ بعض التافهين يكلف مليون ريال يوميًا وهو متوسط الأهمية بين طابور الفاسدين المفسدين، أما الأكبر أهمية وحجما في الفساد والنفوذ فأغرب من الخيال.

(١) شرح النهج ١/ ٥٤٣، والقول منسوب لأبي ذر وليس للإمام علي، ولم أجده في غيره.

(٢) البخاري ٣/ ١٣٢١ رقم ٣٤١٥، ٦/ ٢٥٣٩ رقم ٦٥٣١، ومسلم ٢/ ٧٤٦ رقم ١٠٦٦، وأبو داود ٢/ ٦٥٧ رقم ٤٧٦٧، ومسند أحمد ١/ ١٧٧ رقم ٦١٦، ورقم ١٠٨٦، وابن حبان ١٥/ ١٣٦ رقم ٦٧٣٩، والطبراني في الصغير ٢/ ٣٧٠ رقم ١٠٢٢، وأبو يعلى ١/ ٢٢٥ رقم ٢٦١، ومسند البزار ٢/ ١٨٩ رقم ٥٦٩، ومصنف عبدالرزاق ١٠/ ١٥٧ رقم ١٨٦٧٧، وابن أبي شيبة ٦/ ٥٣٩ رقم ٣٣٦٦٥، وسنن البيهقي ٨/ ١٧٠ رقم ١٦٤٧٤ (ر).

(٣) مسند أحمد ٤/ ١٧٢ رقم ١١٨١٧، وفرائد السمطين ١/ ١٦٣ رقم ١٢٥ - ١٢٦، وحلية الأولياء ١/ ١٠٩ رقم ٢١٤، والمستدرك ٣/ ١٣٤.