الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

(ذكر شفقة النبي ÷ على علي #، ورعايته له، ودعائه له)

صفحة 397 - الجزء 1

  الله ÷: نَحْنُ بَنُو عبدِ الْمُطَّلِبِ سَادَاتُ أَهْلِ الجنَّةِ: أَنا وَحَمْزَةُ وَعَلِيٌّ وَجَعْفَرُ والحَسَنُ والحُسَيْنُ والمَهْدِيُّ⁣(⁣١)، وكفاه شرفًا لَعْنَةُ النَّبِيِّ ÷ مَنْ أَبْغَضَهُ: كما أخرجه أبو سعيد في شَرَفِ النبوة، عن أنس بن مالك قال: صَعَدَ النبيُّ ÷ الْمِنْبَرَ فَذَكَرَ قَوْلًا كَثِيرًا، ثم قال: أينَ عَلى بن أبي طالب؟ فَوَثَبَ إليه فقال: هَأَنَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَضَمَّهُ إلى صَدْرِهِ وقَبَّلَهُ بين عَيْنَيْهِ، وقال بأعلى صَوْتِهِ: مَعَاشِرَ المسلمين، هَذَا أَخِي، وابْنُ عَمِّي، وخَتَنِي، هذا لَحْمِي، ودَمِي، وشَعَرِي، هَذَا أَبُو السَّبْطَيْنِ: الحَسَنِ والحُسَيْنِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجنَّةِ، هَذَا مُفَرِّجُ الْكَرْبِ عَنِّي، هَذَا أَسَدُ اللهِ وسَيْفُهُ في أَرْضِهِ على أَعْدَائِهِ، على مُبْغِضِهِ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ، وَاللهُ منه بَرِيءٌ، وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَبْرَأَ مِنَ اللَّهِ ومِنِّي فَلْيَبْرَأْ مِنْ عَلِيٍّ، وَلْيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، ثم قال: اجْلِسٌ يَا عَلِيُّ، قَدْ عَرَفَ اللهُ لَكَ ذَلِكَ⁣(⁣٢). وكفاه شرقا اشْتِيَاقُ أَهْل السَّمَوَاتِ وَالْأَنْبِيَاءِ في الجنةِ إلى عَلي #: كما أخرجه الملا⁣(⁣٣) في سيرته، عن ابن عباس ®، قال: قال رسول الله ÷: «مَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلَّا وَأَهْلُهَا مُشْتَاقُونَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمَا فِي الجَنَّةِ نَبِي إِلَّا وَهُوَ مُشْتَاقُ إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبي طالب» [الذخائر ٩٥]، وكفاه شرفًا أَنَّ الله تعالى بَاهَى بِهِ حَمَلَةَ الْعَرْشِ: كما أخرجه أبو القاسم في فضائل العباس، عن ابن عباس ®، قال: إِنَّ رسولَ اللهِ ÷ صَفَّ المهاجرين والأنصار، وقال: هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيل #، وقال: إن الله ø بَاهَى بالمهاجرين والأنصارِ أَهْلَ السموات العُلَا، وبَاهَى بِي، وَبِكَ يَا عَلِيُّ، وَبِكَ يا عَبَّاسُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ»⁣(⁣٤)، فهذه والله هي الرتب التي لا يبلغها أحد من العجم ولا العرب.

  رُتَبُ تَرْجِعُ الْأَمَانِيُّ حَسْرى ... دُونَهَا ما ورَاءهُنَّ ورَاءُ

  وكفاه شرفًا أَنَّهُ يَخْصِمُ النَّاسَ بِسَبْع: كما أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث


(١) الأمالي الاثنينية ص ٥١٢ رقم ٦٧٣، وتاريخ بغداد ٩/ ٤٣٤، والذخائر ١٥.

(٢) الذخائر ٩٢. وكل مفردة معناها صحيح، لكن النبي ÷ لا يحتاج لسرد ما هو معلوم. والله أعلم.

(٣) الذخائر ٩٥ عن الملاء في سيرته.

(٤) الذخائر ٩٦، وتاريخ دمشق ٢٦/ ٣٢٣، وتاريخ بغداد ٣/ ٣٢٨.